[3] 51 - من كتاب مطالب السؤول (1) لمحمد بن طلحة من كلام أمير المؤمنين عليه السلام: ذمتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم إن من صرحت (2) له العبر عما بين يديه من المثلات حجزه التقوى عن تقحم الشبهات، ألا وإن الخطايا خيل شمس (3) حمل عليها أهلها وخلعت لجمها فتقحمت بهم في النار، ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها واعطوا أزمتها فأوردتهم الجنة. حق وباطل ولكل أهل، فلئن أمر الباطل (4) لقديما فعل، ولئن قل الحق فلربما ولعل ولقلما أدبر شئ فأقبل. لقد شغل من الجنة والنار أمامه. ساع سريع نجا، وطالب بطئ رجا، ومقصر في النار هوى، اليمين والشمال مضلة (5) والطريق الوسطى هي الجادة، عليها باقي الكتاب (6) وآثار النبوة، ومنها منفذ السنة، وإليها مصير العاقبة، هلك من ادعى، وخاب من افترى، وخسر من باع الاخرة بالاولى، ولكل نبأ مستقر وكل ما هو آت قريب. 52 - ومنه: (7) لقد جاهرتكم العبر، وزجرتم بما فيه مزدجر، وما يبلغ عن الله بعد رسل الله إلا البشر، ألا وإن الغاية أمامكم، وإن وراءكم الساعة، تحدوكم تخففوا تلحقوا، فانما ينتظر بأولكم آخركم (8). ________________________________________ (1) المصدر ص 28. (2) الزعيم: الضامن. والتصريح: كشف الامر وانكشافه. (3) الشموس: معرب چموش. (4) أمر يأمر - من باب تعب -: كثر. (5) أي طرفي الافراط والتفريط. (6) هو ما يبقى من أثر مشيه وموضع قدمه كانه مشى على الطريق الوسطى. وقيل باقى الكتاب هو ما لم ينسخ منه لكن الاول هو الصواب. (7) مطالب السؤول ص 33. (8) تحدوكم أي تسوقكم. وقوله " تخففوا تلحقوا " أي تخففوا بالقناعة وترك الحرص أو كناية عن عدم الركون الي الدنيا واتخاذها دار ممر لا دار مقر. والانتظار بالاول كناية - - - ________________________________________