[444] كلمة المصحح: بسم الله الرحمن الرحيم نحمدك اللهم على التوفيق، ونصلي على رسولك وآله هداة الطريق. أما بعد: فاني لمغتبط بهذه الفرصة التي اتيحت لي لتصحيح هذا الجزء الذي هو في أجزاء الكتاب كالكوكب الدري، وفي نظام هذا السلك المنضد كالدر - الوضئ. لما فيه من عقائل الادب، وكرائم الخطب، وينابيع الحكم، والمواعظ والزواجر والعبر، ومحاسن الكتب والاثر ما يشفي الغليل من غلته، ويبرئ العليل من علته، ويطهر النفوس عن درن الرذائل، ويرحض القلوب عن ظلمة - الآثام، فمن امتثل أوامره وائتمر، وانتهى عن نواهيه وازدجر، واتعظ بمواعظه واعتبر، فهو أفضل من تقمص وائتزر. والكتاب بما في غضونه من الدروس الراقية يغنينا عن سرد جمل الثناء عليه أو تسطير الكلم في إطرائه، غير أنه لم يخرج في زمان مؤلفه الفحل والبطل، وسارع إلى رحمة ربه الكريم ولم يمهله الاجل. فبقي مسودة دون تصحيح ألفاظه، وتفسير غرائبه ولغاته. فهو مع كونه جؤنة مشحونة بنفائس الاعلاق، ذوحظ وافر من الاسقاط والاغلاط، فقاسيت ما قاسيت في تصحيحه، ولم آل جهدا في تحقيقه، وتحملت المشاق في توضيحه، ولم أرم الاطناب في تعليقه. مع أن الباع قصير، والامر خطير. ولست بمستعظم عملي، ولا مستكثر جهدي، وما ابرء نفسي، وأنا معترف بأن الذي خلق من عجل قلما يسلم من الخطأ والزلل، فالمرجو من أساتذتي العظام أن يمروا على هفواتي مر الكرام، فان العصمة لله الملك العلام، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه انيب. على اكبر الغفاري