[38] كما أمرتك وكل أمري رشاد. يا موسى إذا رأيت الغنى مقبلا فقل: ذنب عجلت إلي عقوبته وإذا رأيت الفقر مقبلا فقل: مرحبا بشعار الصالحين، ولا تكن جبارا ظلوما، ولا تكن للظالمين قرينا. يا موسى ما عمر وإن طال يذم آخره، وما ضرك ما زوى عنك إذا حمدت مغبته (1). يا موسى صرخ الكتاب إليك صراخا (2) بما أنت إليه صائر فكيف ترقد على هذا العيون، أم كيف يجد قوم لذة العيش لولا التمادي في الغفلة والاتباع للشقوة والتتابع للشهوة، ومن دون هذا يجزع الصديقون. يا موسى مر عبادي يدعوني على ماكان بعد أن يقروا لي أني أرحم الراحمين مجيب المضطرين، وابدل الزمان، وآتي بالرخاء، وأشكر اليسير واثيب الكثير وأغني الفقير وأنا الدائم العزيز القدير، فمن لجأ إليك وانضوى (3) إليك من الخاطئين، فقل: أهلا وسهلا يا رحب الفناء (4) بفناء رب العالمين، واستغفر لهم وكن لهم كأحدهم، ولا تستطل عليهم بما أنا أعطيتك فضله، وقل لهم فليسألوني من فضلي ورحمتي فانه لا يملكها أحد غيري وأنا ذو الفضل العظيم، طوبى لك يا ________________________________________ (1) زوى عنك أي بعد عنك. والمغبة: العاقبة. (2) في بعض نسخ المصدر " صرح الكتاب صراحا " وما في المتن أصوب. (3) انضوى إليه: انضم، وفى بعض النسخ " وانطوى ". (4) الرحب - بالضم -: السعة. وبالفتح -: الواسع. قيل: لعل المراد ان من لجأ اليك يا موسى من عبادي الخاطئين لستغفر له وتدخل باستشفاعك في زمره الساكنين في جوار قبولي فلا ترد مسألته فان رحمتى قد سبقت غضبى، فقل له: أهلا وسهلا ومرحبا، فانك رحب الفناء بسبب كونك في فناء قبولي ورحمتي الواسعة، فآمنه من سخطى واسكنه باستغفارك وشفاعتك المقبولة في فناء فضلى ومغفرتي. كذا وجدته في هامش بعض النسخ المخطوطة من الكافي وقد يقرء في بعض نسخ الحديث " يارحب الفناء نزلت بفناء " والظاهر هو الاصح. ________________________________________