[333] يصبر ولم يحتسب، لم ترفع له حسنة، ويلقى الله وهو عليه غضبان إلا أن يتوب ونهى أن يختال الرجل في مشية وقال: من لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به من شفير جهنم، وحان قرين قارون، لانه أول من اختال، فخسف الله به وبداره الارض، ومن اختال فقد نازع الله في جبروته. وقال صلى الله عليه وآله: من ظلم أمرأة مهرها فهو عند الله زان، يقول الله عزوجل له يوم القيامة: عبدي زوجتك أمتي على عهدي، فلم توف بعهدي وظلمت أمتي فيؤخذ من حسناتة فيدفع إليها بقدر حقها، فإذا لم تبق له حسنة أمر به إلى النار بنكثه للعهد " إن العهد كان مسئولا " (1). ونهى صلى الله عليه وآله عن كتمان الشهادة قال: من كتمها أطعمه الله لحمه على رؤوس الخلائق، وهو قول الله عزوجل: " ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه آثم قلبه " (2) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنة ومأويه جهنم وبئس المصير، ومن ضيع حق جاره فليس منا، وما زال جبرئيل عليه السلام يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، وما زال يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنه سيجعل لهم وقتا إذا بلغوا ذلك الوقت اعتقوا، وما زال يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه سيجلعه فريضة، وما زال يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتي لن يناموا. ألا ومن استخف بفقير مسلم فقد استخف بحق الله، والله يستخف به يوم القيامة، إلا أن يتوب، وقال صلى الله عليه وآله: من أكرم فقيرا مسلما لقي الله يوم القيامة وهو عنه راض، وقال صلى الله عليه وآله: من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عزوجل حرم الله عليه النار وآمنه من الفزع الاكبر، وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله: " ولمن خاف مقام ربه جنتان " (3) ألا ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الاخرة، لقي الله يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها ________________________________________ (1) اسرى: 34. (2) البقرة: 283. (3) الرحمن: 46. ________________________________________