[309] فان انضاف إلى ذلك أن غلب على نفسه أن له عند الله حقا وأنه منه بمكان حتى توقع بعلمه كرامة له في الدنيا واستبعد أن يجري عليه مكروه استبعادا يزيد على استبعاده فيما يجري على الفساق سمي هذا إدلالا بالعمل فكأنه يرى لنفسه على الله دالة. وكذلك قد يعطي غيره شيئا فيستعظمه ويمن عليه فيكون معجبا فان استخدمه أو اقترح عليه الاقتراحات أو استبعد تخلفه عن قضاء حقوقه كان مدلا عليه قال قتادة في قوله تعالى: " ولا تمنن تستكثر (1) " أي لا تدل بعملك وفي الخبر أن صلاة المدل لا ترتفع فوق رأسه " ولان تضحك وأنت معترف بذنبك خير من أن تبكي وأنت تدل بعملك والادلال وراء العجب فلا مدل إلا وهو معجب، ورب معجب لا يدل إذ العجب يحصل بالاستعظام ونسيان النعمة، دون توقع جزاء عليه، والادلال لا يتم إلا مع توقع جزاء، فان توقع إجابة دعوته واستنكر ردها بباطنه وتعجب كان مدلا بعمله، فانه لا يتعجب من رد دعاء الفساق، ويتعجب من رد دعاء نفسه لذلك، فهذا هو العجب والادلال، وهو من مقدمات الكبر وأسبابه. 3 - كا: عن محمد بن يحيى، عن سعيد بن جناح، عن أخيه أبي عامر، عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من دخله العجب هلك (2). بيان: المراد بالهلاك استحقاق العقاب، والبعد من رحمة الله تعالى، وقيل العجب يدخل الانسان بالعبادة وتركه الذنوب، والصورة والنسب والافعال العادية مثل الاحسان إلى الغير، وغيره، وهو من أعظم المهلكات وأشد الحجب بين القلب والرب، ويتضمن الشرك بالله وسلب الاحسان والافضال والتوفيق عنه تعالى، وادعاء الاستقلال لنفسه، ويبطل به الاعمال والاحسان وأجرهما كما قال تعالى: " ولا ________________________________________ (1) المدثر: 6. (2) الكافي ج 2 ص 313. [*] ________________________________________