[ 50 ] الحسن قال: حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام قال: الناس على أربعة أصناف: جاهل متردي معانق لهواه، وعابد متقوي كلما ازداد عبادة ازداد كبرا، وعالم يريد أن يوطأ عقباه ويحب محمدة الناس، وعارف على طريق الحق يحب القيام به فهو عاجز أو مغلوب، فهذا أمثل أهل زمانك وأرجحهم عقلا. بيان: التردي: الهلاك، والوقوع في المهالك التي يعسر التخلص منها كالمتردي في البئر. وقوله عليه السلام متقوي أي كثير القوة في العبادة، أو غرضه من العبادة طلب القوة والغلبة والعز، أو من قوي كرضي إذا جاع شديدا. قوله عليه السلام: فهو عاجز أي في بدنه، أو مغلوب من السلاطين خائف. فهذا أمثل أي أفضل أهل زمانك. 14 - ل: أبي، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي، عن ابن أبي عثمان، عن أحمد بن عمر الحلال (1)، عن يحيي بن عمران الحلبي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: سبعة يفسدون أعمالهم: الرجل الحليم ذو العلم الكثير لا يعرف بذلك ولا يذكر به، والحكيم الذي يدبر ما له كل كاذب منكر لما يؤتي إليه، والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة، والسيد الفظ الذي لا رحمة له، والام التي لا تكتم عن الولد السر وتفشي عليه، والسريع إلى لائمة إخوانه، والذي يجادل أخاه مخاصما له. ايضاح: قوله لا يعرف بذلك أي لا ينشر علمه ليعرف به. وقوله: منكر لما يؤتي إليه: صفة للكاذب، أي كلما يعطيه ينكره ولا يقر به، أو لا يعرف ما احسن إليه. قال الفيروز آبادي: أتى إليه الشئ: ساقه إليه. وقوله: يأمن ذا المكر أي يكون آمنا منه لا يحترز من مكره وخيانته. قوله عليه السلام: والذي يجادل أخاه أي في النسب أو في الدين. ________________________________________ (1) بفتح الحاء المهملة وتشديد اللام: بياع الشيرج وهو دهن السمسم، أورده النجاشي في ص 72 من رجاله وقال: أحمد بن عمر الحلال يبيع الحل يعنى الشيرج، روى عن الرضا عليه السلام، وله عنه مسائل. وقال العلامة في القسم الاول من الخلاصة: أحمد بن على الحلال - بالحاء غير المعجمة واللام المشددة - وكان يبيع الحل وهو الشيرج ثقة، قاله الشيخ الطوسى رحمه الله وقال: انه كان روى الاصل، فعندي توقف في قبول روايته لقوله هذا، وكان كوفيا أنماطيا من أصحاب الرضا عليه السلام. ________________________________________