[6] بقوله: أتدرون ما المفلس ؟ فقيل: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع له، فقال: المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فان فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار، بل قد يقال: إن المفلس حقيقة هو هذا. ويحتمل أن يراد بقوله عليه السلام: " ولكن من الدين " الفقر القلبي وضده الغنى القلبي فالفقير على هذا من ليس له في الدين معرفة وعلم بأحكامه ولا تقوى ولا ورع وغيرها من الصفات الحسنة كذا قيل، وأقول يحتمل أن يكون المعنى الذي يضر بالدين ولا يصبر عليه ويتوسل بالظالمين والفاسقين كما مر. 4 - كا: عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن سنان عن العلا، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن فقراء المؤمنين يتقلبون في رياض الجنة قبل أغنيائهم باربعين خريفا ثم قال: سأضرب لك مثل ذلك إنما مثل ذلك مثل سفينتين مر بهما على عاشر فنظر في إحداهما فلم ير فيها شيئا فقال: أسربوها، ونظر في الاخرى فإذا هي موقرة فقال: احبسوها (1). بيان: في القاموس: تقلب في الامور تصرف كيف شاء، وقال في النهاية: فيه: فقراء امتي يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا: الخريف الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف والشتاء، ويريد به أربعين سنة لان الخريف لا يكون في السنة إلا مرة واحدة، فإذا انقضى أربعون خريفا فقد مضت أربعون سنة انتهى. وروى في معاني الاخبار (2) بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن عبدا مكث في النار سبعين خريفا والخريف سبعون سنة إلى آخر الخبر، وفسره صاحب المعالم بأكثر من ذلك وفي بعض الروايات أنه ألف عام، والعام ألف سنة، وقيل: ________________________________________ (1) الكافي ج 2 ص 260. (2) معاني الاخبار ص 227. [*] ________________________________________