[2] تفسير: " واصبر نفسك " أي احبسها وثبتها قال الطبرسي رحمه الله (1) في نزولها: انها نزلت في سلمان (2) وأبي ذر وصهيب وعمار وخباب وغيرهم من فقراء أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وذلك أن المؤلفة قلوبهم جاؤا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله عيينة بن حصن والاقرع بن حابس وذووهم فقالوا يا رسول الله إن جلست في صدر المجلس ونحيت عنا هؤلاء وروائح صنانهم (3) وكانت عليهم جباب الصوف - جلسنا نحن اليك وأخذنا عنك، فما يمنعنا من الدخول عليك الا هؤلاء، فلما نزلت الاية قام النبي صلى الله عليه وآله فأصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من امتي، معكم المحيا ومعكم الممات. " مع الذين يدعون " الخ أي يداومون على الصلوات والدعاء عند الصباح والمساء لا شغل لهم غيره، فيستفتحون يومهم بالدعاء، ويختمونه بالدعاء " يريدون وجهه " أي رضوانه وقيل: يريدون تعظيمه والقربة إليه دون الرئاء والسمعة " ولا تعد عيناك عنهم " أي ولا تتجاوز عيناك عنهم بالنظر إلى غيرهم من أبناء الدنيا " تريد زينة الحيوة الدنيا " تريد في موضع الحال أي مريدا مجالسة أهل الشرف والغنا وكان النبي صلى الله عليه وآله حريصا على إيمان العظماء من المشركين طمعا في إيمان أتباعهم ولم يمل إلى الدنيا وزينتها قط ولا إلى أهلها، وإنما كان يلين في بعض الاحايين للرؤساء طمعا في إيمانهم، فعوتب بهذه الاية، وامر بالاقبال على فقراء المؤمنين ________________________________________ (1) مجمع البيان ج 6 ص 465. (2) ذكر سلمان والمؤلفة قلوبهم مما يوهن ذلك فان الايات مكية وسلمان والمؤلفة قلوبهم انما اسلموا بالمدينة والظاهر اختلاط أسامي الاصحاب على الرواة. (3) الصنان: بالضم دفر الابط وهو رائحة الابط المنتن، وفي الدر المنثور بدل الصنان - جبابهم، وهو الاصح فان الجباب جمع جبة وهو ثوب مقطوع الكم طويل يلبس فوق الثياب ولذلك يقول بعده " وكانت عليهم جباب الصوف " ولكن صحفت الكلمة في الاصل والمصدر بجبات. [*] ________________________________________