[6] وفابه ولم يخلف " وكان " مع ذلك " رسولا " إلى جرهم " نبيا " رفيع الشأن عالي القدر، وقال ابن عباس: إنه واعد رجلا أن ينتظره في مكان ونسي الرجل فانتظره سنة حتى أتاه الرجل، وروي ذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام) وقيل: أقام ينتظره ثلاثة أيام عن مقاتل، وقيل: إن إسماعيل بن إبراهيم (عليه السلام) مات قبل أبيه إبراهيم وإن هذا هو إسماعيل بن حزقيل بعثه الله إلى قوم فسلخوا جلدة وجهه وفروة رأسه، فخيره الله فيما شاء من عذابهم فاستعفاه، ورضي بثوابه، وفوض أمره إلى الله في عفوه وعقابه، ورواه أصحابنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) ثم قال في آخره: أتاه ملك من ربه يقرئه السلام ويقول: قد رأيت ما صنع بك، وقد أمرني بطاعتك فمرني بما شئت، فقال: يكون لي بالحسين اسوة (1) 8 - كا: عن أبي علي الاشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر الخزاز عن جده الربيع بن سعد قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): يا ربيع إن الرجل ليصدق حتى يكتبه الله صديقا (2) بيان: " الصديق " مبالغة في الصدق أو التصديق والايمان بالرسول قولا و فعلا قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى " إنه كان صديقا " (3) أي كثير التصديق في امور الدين عن الجبائي، وقيل: صادقا مبالغا في الصدق فيما يخبر عن الله (4) و قال الراغب: الصدق والكذب أصلهما في القول ماضيا كان أو مستقبلا وعدا كان أو غيره ولا يكونان بالقصد الاول إلا في القول ولا يكونان من القول إلا في الخبر دون غيره من أصناف الكلام، وقد يكونان بالعرض في غيره من أنواع الكلام: الاستفهام والامر والدعاء وذلك نحو قول القائل أزيد في الدار فان في ضمنه إخبارا بكونه جاهلا بحال زيد، وكذا إذا قال: واسني، في ضمنه أنه محتاج إلى المواساة ________________________________________ (1) مجمع البيان ج 6 ص 518. (2) الكافي ج 2 ص 105. (3) مريم: 41. (4) مجمع البيان ج 6 ص 516. ________________________________________