[57] النبي صلى الله عليه وآله إياهم إلى الايمان، وعلى هذا يكون المراد بأوائل هذه الامة و أواخرها أوائلها وأواخرها في الاجابة للنبي صلى الله عليه وآله وقبول الاسلام، والتسليم بالقلب والانقياد للتكاليف الشرعية طوعا، ويعرف الحكم في سائر الازمنة بالمقايسة، وسبب فضل السابق على هذا المعنى أن السبق في الاجابة للحق دليل على زيادة البصيرة والعقل والشرف التي هي الفضيلة والكمال. والمعنى الرابع أن يراد بالسبق السبق الزماني عند بلوغ الدعوة، فيعم الازمنة المتأخرة عن زمن النبي صلى الله عليه وآله وهذا المعنى يحتمل وجهين أحدهما أن يكون المراد بالاوائل والاواخر ما ذكرناه أخيرا وكذا السبب في الفضل، والاخر أن يكون المراد بالاوائل من كان زمن النبي صلى الله عليه وآله وبالاواخر من كان بعد ذلك ويكون سبب فضل الاوائل صعوبة قبول الاسلام، وترك ما نشأوا عليه في تلك الزمن وسهولته فيما بعد استقرار الامر، وظهور الاسلام، وانتشاره في البلاد، مع أن الاوائل سبب لاهتداء الاواخر، إذ بهم وبنصرتهم استقر ما استقر، وقوي ما قوي وبان من استبان، والله المستعان انتهى. قوله " أخبرني عما ندب الله " لما دل كلامه عليه السلام سابقا على أنه تعالى طلب منهم الاستباق إلى الايمان سأله الراوي عن الايات الدالة عليه " سابقوا إلى مغفرة " كذا في سورة الحديد وفي سورة آل عمران " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم " (1) وكان مقتضى الجمع بين الايتين أن المراد بالمسارعة المسابقة أي سارعوا مسابقين إلى سببب مغفرة من ربكم من الايمان والاعمال الصالحة " وجنة " أي إلى جنة " عرضها كعرض السماء والارض " وفي آل عمران " عرضها السموات والارض اعدت للمتقين " قال المحقق الاردبيلي قدس سره: كنى بالعرض عن مطلق المقدار، وهو متعارف، ونقل على ذلك الاشعار في مجمع البيان أو أنه لما علم عرضه الذي هو أقل من الطول عرفا في غير المساوي، علم أن طوله أيضا يكون إما أكثر أو مثله (2) وقال القاضي: ذكر العرض للمبالغة في وصفها بالسعة على طريق التمثيل، لانه دون الطول، وعن ابن عباس كسبع سماوات وسبع أرضين ________________________________________ (1) آل عمران: 133. (2) زبدة البيان في أحكام القرآن: 181 ط حجر. ________________________________________