[11] فقال " وإن من امة إلا خلافيها نذير " (1) تاه من جهل واهتدى من أبصر وعقل إن الله عزوجل يقول: " فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " (2) وكيف يهتدي من لم يبصر، وكيف يبصر من لم ينذر. اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وأقروا بما أنزل الله عزوجل، واتبعوا آثار الهدى فانها علامات الامانة والتقى، واعلموا أنه لو أنكر رجل عيسى بن مريم وأقر بمن سواه من الرسل لم يؤمن، اقتصوا الطريق بالتماس المنار، والتمسوا من وراء الحجب الاثار تستكملوا أمر دينكم، وتؤمنوا بالله ربكم (3). بيان: قد مضى الخبر في كتاب الامامة (4) وشرحناه هناك ونوضح هنا بعض التوضيح " حتى تعرفوا " قيل أي إمام الزمان " حتى تصدقوا " أي الامام وتعده صادقا فيما يقول: " حتى تسلموا أبوابا أربعة " قد مضى الكلام في الابواب مفصلا وقال المحدث الاسترابادي رحمه الله: إشارة إلى الاقرار بالله، والاقرار برسوله والاقرار بما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله والاقرار بتراجمة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله. والتيه التحير والذهاب عن الطريق القصد، يقال: تاه في الارض إذا ذهب متحيرا كما في القاموس: " إن الله أخبر العباد " تفصيل لما أجمل عليه السلام سابقا وبيان للابواب و الشروط والعهود المذكورة " وا ؟ ار " جمع منارة على غير قياس يعني موضع النور ومحله. وقيل: كنى بالمنار عن الائمة فانها صيغة جمع على ما صرح به ابن الاثير في نهايته، وبتقوى الله فيما أمره عن الاهتداء إلى الامام والاقتداء به، وباتيان أبوابها عن الدخول في المعرفة من جهة الامام عليه السلام انتهى. " واستكمل وعده " أي استحق وعده كاملا كما قال تعالى " أوفوا بعهدي اوف بعهدكم " (5) " مات قوم " فيما مضى " فات قوم " وهو أظهر أي فاتوا عنا، ولم - ________________________________________ (1) فاطر 28 (2) الحج: 46. (3) الكافي ج 2: 47. (4) مضى شطر منه في ج 23 ص 96 من هذه الطبعة. (5) البقرة: 40. ________________________________________