[ 33 ] بحسب قابلية الشخص، ويوجب العلم بعظمته وكمال قدرته فإنها أعظم خلق الله إذا عرفت كما هي. أو المراد أن معرفة صفات النفس معيار لمعرفته تعالى إذ لولا اتصاف النفس بالعلم لم يمكن معرفة علمه بوجه، وكذا سائر الصفات، أو المراد أنه كل ما عرف صفة في نفسه نفاه عنه تعالى لأن صفات الممكنات مشوبة بالعجز والنقص، وأن الاشياء إنما تعرف بأضدادها، فإذا رأى الجهل في نفسه وعلم أنه نقص نزه ربه عنه، وإذا نظر في علمه ورأى أنه مشوب بأنواع الجهل، ومسبوق به ومأخوذ من غيره فنفى هذه الأشياء عن علمه تعالى، ونزهه عن الاتصاف بمثل علمه. وقيل: إن النفس لما كان مجردا يعرف بالتفكر في أمر نفسه ربه تعالى وتجرده، وقد عرفت ما فيه. (1) وقد ورد معنى آخر في بعض الأخبار لهذا الحديث النبوي، وهو أن المراد أن معرفته تعالى بديهية فكل من بلغ حد التميز وعرف نفسه عرف أن له صانعا. قوله عليه السلام: العالم حقا " الخ " أي العالم يلزم أن يكون أعماله شواهد علمه ودلائله، لا دعواه التي تكذبها أعماله القبيحة. و التصاول: التطاول والمجادلة، يقال: الفحلان يتصاولان أي يتواثبان. 26 - غو: عن النبي صلى الله عليه وآله العلم علمان: علم على اللسان فذلك حجة على ابن آدم، وعلم في القلب فذلك العلم النافع. (2) 27 - سر: من كتاب المشيخة لابن محبوب، عن الهيثم بن واقد (3) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها، وأخرجه الله من الدنيا سالما إلى دار السلام. 28 - سر: من كتاب أبي القاسم بن قولويه عن أبي ذر قال: من تعلم علما من علم الآخرة يريد به الدنيا عرضا من عرض الدنيا لم يجد ريح الجنة. 29 - غو: عن النبي صلى الله عليه واله قال: إن العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل عنه. ________________________________________ (1) إشارة إلى ما تقدم منه أن ظاهر الاخبار عدم كون النفس مجردة. والحق ان الكتاب والسنة يدلان على التجرد من غير شبهة وأما اصطلاح التجرد والمادية ونحوذ لك فمن الامور المحدثة. ط (2) تأتى أيضا مرسلة عن الكنز تحت الرقم 46 (3) هيثم على وزان حيدر قال النجاشي في ص 306 من رجاله: الهيثم بن واقد الجزرى روى عن أبى عبد الله عليه السلام له كتاب يرويه محمد بن سنان. وعنونه ابن داود في الباب الاول ووثقه. ________________________________________