[ 371 ] اليوم والسوء على الكافرين (1) " فجوابه تخصيص ذلك العذاب بما يكون على سبيل الخلود، وأما تمسكهم بمثل قوله عليه السلام: " من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق " فضعيف لانه إنما ينفي الخلود لا الدخول، لنا وجوه: الاول وهو العمدة: الآيات والاحاديث الدالة على أن المؤمنين يدخلون الجنة البتة وليس ذلك قبل دخول النار وفاقا، فتعين أن يكون بعده، وهو مسألة انقطاع العذاب أو بدونه وهو مسألة العفو التام قال الله تعالى: " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. (2) من عمل صالحا منكم من ذكر أو اثنى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة " (3) وقال النبي صلى الله عليه وآله: " من قال: لاإله إلا الله دخل الجنة " وقال: " من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة وإن زنى وإن سرق ". الثاني النصوص المشعرة بالخروج من النار كقوله تعالى: " النار مثويكم خالدين فيها إلا ما شاء الله (4) فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز (5) " وكقول النبي صلى الله عليه وآله: " يخرج من النار قوم بعد ما امتحشوا وصاروا فحما وحمما، فينبتون كما ينبت الحبة في حميل السيل " وخبر الواحد وإن لم يكن حجة في الاصول لكن يفيد التأييد والتأكيد بتعاضد النصوص. (6) الثالث وهو على قاعدة الاعتزال أن من واظب على الايمان والعمل الصالح مائة سنة وصدر عنه في أثناء ذلك أو بعده جريمة واحدة كشرب جرعة من الخمر فلا يحسن من الحكيم أن يعذبه على ذلك أبد الآباد، ولو لم يكن هذا ظلما فلا ظلم، أولم يستحق بهذا ذما فلاذم. ________________________________________ [ 1 ] النحل: 27. [ 2 ] الزلزال: 7. [ 3 ] ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى. المؤمن: 44. [ 4 ] الانعام: 128. [ 5 ] آل عمران: 185. [ 6 ] في هامش نسخة المصنف: قال الجزرى: فيه: يخرج قوم من النار قدامتحشوا أي احترقوا، والمحش: احتراق الجلد وظهور العظم. ويروى: (امتحشوا) لما لم يسم فاعله، وقد محشته النار تمحشه محشا. وقال حميل السيل هو ما يجئ به السيل من طين أو غثاء وغيره، فعيل بمعنى مفعول، فإذا اتفقت فيه حبة واستقرت على شط مجرى السيل فانها تنبت في يوم وليلة، فشبه بها سرعة عود أبدانهم واجسامهم إليهم بعد مزق النار لها. منه عفي عنه ________________________________________