[365] في الاعمال الصالحات، وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الاجر وتحصيله بالتسليم والصبر أو باستعمال أنواع البر، والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طلبا للثواب المرجو منها انتهى، وربيعة ومضر قبيلتان عظيمتان (1). 70 - كا: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن داهر عن الحسن بن يحيى، عن قثم أبي قتادة الحراني، عن عبد الله بن يونس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قام رجل يقال له همام وكان عابدا ناسكا مجتهدا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو يخطب فقال: يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المومن كأننا ننظر إليه فقال: يا همام المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه أوسع شئ صدرا، وأذل شئ نفسا، زاجر عن كل فان، حاض على كل حسن لا حقود، ولا حسود، ولا وثاب، ولا سباب، ولا عياب، ولا مغتاب. يكره الرفعة، ويشنأ السمعة، طويل الغم، بعيد الهم، كثير الصمت، وقور ذكور، صبور، شكور، مغموم بفكره، مسرور بفقره، سهل الخليقة، لين العريكة رصين الوفا، قليل الاذى، لا متأفك ولا متهتك. إن ضحك لم يخرق، وإن غضب لم ينزق، ضحكه تبسم، واستفهامه تعلم، ومراجعته تفهم، كثير علمه، عظيم حلمه كثير الرحمة، لا ينجل ولا يعجل، ولا يضجر ولا يبطر، ولا يحيف في حكمه ولا يجوز في علمه، نفسه أصلب من الصلد، ومكادحته أحلا من الشهد، لا جشع ولا هلع، ولا عنف ولا صلف، ولا متكلف ولا متعمق، جميل المنازعة، كريم المراجعة. عدل إن غضب، رفيق إن طلب، لا يتهور ولا يتهتك، ولا يتجبر، خالص الود وثيق العهد، وفي العقد، شفيق وصول حليم حمول قليل الفضول، راض عن الله ________________________________________ (1) هما ربيعة ومضر ابنا نزار بن معد بن عدنان بطنان عظيمان فيهما قبائل عظام وبطون وأفخاذ يضرب المثل بهما للكثرة قال ابن عبد البر في الانباء: 96: أن العرب وجميع أهل العلم بالنسب أجمعوا على أن اللباب والصريح من ولد اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام ربيعة ومضر ابنا نزار بن معد بن عدنان، لا خلاف في ذلك. ________________________________________