[ 364 ] قبل دخول النار، وفي هذا التبهيم حكم لا يخفى بعضها على اولي الابصار، وسيأتي تمام القول في ذلك والاخبار الدالة على تلك الاقسام وأحكامهم وأحوالهم وصفاتهم في كتاب الايمان والكفر. قال العلامة رحمه الله في شرحه على التجريد: أجمع المسلمون كافة على أن عذاب الكافر مؤبد لا ينقطع، واختلفوا في أصحاب الكبائر من المسلمين فالوعيدية (1) على أنه كذلك، وذهبت الامامية وطائفة كثيرة من المعتزلة والاشاعرة إلى أن عذابه منقطع والحق أن عقابهم منقطع لوجهين: الاول أنه يستحق الثواب بإيمانه، لقوله تعالى: " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره (2) والايمان أعظم أفعال الخير، فإذا استحق العقاب بالمعصية فإما يقدم الثواب على العقاب وهو باطل بالاجماع، لان الثواب المستحق بالايمان دائم على ما تقدم، أو بالعكس وهو المراد والجمع محال. الثاني يلزم أن يكون من عبد الله تعالى مدة عمره بأنواع القربات إليه ثم عصى في آخر عمره معصية واحدة مع بقاء إيمانه مخلدا في النار، كمن أشرك بالله مدة عمره، وذلك محال لقبحه عند العقلاء، ثم قال: المحارب لعلي عليه السلام كافر لقول النبي صلى الله عليه وآله: " حربك يا علي حربي " ولا شك في كفر من حارب النبي صلى الله عليه وآله وأما مخالفوه في الامامة ________________________________________ [ 1 ] الوعيدية: فرقة من الخوارج يكفرون أصحاب الكبائر، والكبيرة عندهم كفر يخرج به عن الملة، ويقابلهم المرجئة وهم يقولون: إنه لا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة وليس العمل على مذهبهم ركنا من الايمان فعليه معنى الارجاء تأخير العمل عن النية والعقد. وقيل: الارجاء تأخير صاحب الكبيرة إلى القيامة فلا يقضى بحكم ما في الدنيا من كونه من أهل الجنة أو من أهل النار، ويقابلهما القائلون بالمنزلة بين المنزلتين وهم الواصلية أصحاب أبي حذيفة واصل بن عطاء البصري الغزال المتكلم المتوفى في 131، وواصل أول من قال بالمنزلة بين المنزلتين، وأراد بذلك أن صاحب الكبيرة لا مؤمن مطلق ولا كافر مطلق، بل هو في منزلة بين الكفر، و الايمان وذلك أن الايمان عبارة عن خصال خير إذا اجتمعت سمى المرء مؤمنا، والفاسق لم يستجمع خصال الخير فلا يسمى مؤمنا، وليس بكافر مطلق أيضا لان الشهادة وسائر أعمال الخير موجودة فيه [ 2 ] الزلزال 7 ________________________________________