[57] وقال عليه السلام: اقلوا من لحم الحيتان، فانها تذيب البدن، وتكثر البلغم، وتغلظ النفس (1). 3 - العيون: عن أحمد بن زياد الهمداني، عن على بن إبراهيم، عن ابيه عن على بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن على بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام أنه قال: إن الله تبارك وتعالى ليبغض البيت اللحم واللحم السمين، فقال له بعض أصحابه: يا ابن رسول الله، إنا لنحب اللحم ولا تخلو بيوتنا منه، فكيف ذلك ؟ فقال: ليس حيث تذهب، إنما البيت اللحم البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة، وأما اللحم السمين فهو المتجبر المتكبر المختال في مشيته (2). توضيح في النهاية: " إن الله تعالى ليبغض أهل البيت اللحمين " وفي رواية " البيت اللحم وأهله " قيل هم الذين يكثرون أكل لحوم الناس بالغيبة، وقيل هم الذين يكثرون أكل اللحوم ويدمنونه، وهو أشبه، ومنه قول عمر اتقوا هذه المجازر (3) فان لها ضراوة كضراوة الخمر، وقوله الآخر: إن للحم ضراوة كضراوة الخمر، يقا ل: رجل لحم ولا حم وملحم ولحيم فاللحم الذي يكثر أكله، والملحم الذي يكثر عنده اللحم أو يطعمه، واللاحم الذي يكون عنده لحم، واللحيم الكثير لحم الجسد انتهى. وأقول: يلوح مما ذكرنا أن أحاديث ذم اللحم محمولة على التقية، والتعبير عن ________________________________________ (1) الخصال 2 ر 636. (2) عيون الاخبار 1 ر 314، ومثله في معاني الاخبار 388. (3) المجازر جمع مجزر بكسر الزاى موضع جزرها، قال الاصمعي في معنى الحديث يعنى ندى القوم لان الجزور انما تنحر عند جمع الناس، قاله الجوهرى وقال ابن الاثير: نهى عن أماكن الذبح لان الفها ومداومة النظر إليها ومشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسى القلب ويذهب الرحمة منه. وقيل انما نهاهم عنها لانه كره لهم ادمان أكل اللحوم وجعل لها ضراوة كضراوة الخمر أي عادة كعادتها، لان من اعتاد أكل اللحوم أسرف في النفقة. قاله في اللسان. (*) ________________________________________