[324] والنفوس البشرية الخبيثة الكدرة تنضم إليها تلك الارواح الخبيثة الشريرة وتعينها علي أعمالها التي هي من باب الشر والاثم والعدوان. الفريق الثالث: وهم الذين ينكرون وجود الارواح السفلية، ولكنهم أثبتوا الارواح (1) المجردة الفلكية، وزعموا أن تلك الارواح أرواح عالية قاهرة قوية وهي مختلفة بجواهرها وماهياتها، فكما أن لكل روح من الارواح البشرية بدنا معينا فكذلك لكل روح من الأرواح الفلكية بدن معين، وهو ذلك الفلك المعين، وكما أن الروح البشري (2) يتعلق أولا بالقلب ثم بواسطته يتعدى أثر ذلك الروح إلى كل البدن فكذلك الروح الفلكي يتعلق أولا بالكواكب ثم بواسطة ذلك العلق يتعدى أثر ذلك الروح إلى كلية ذلك الفلك وإلى كلية ذلك العالم، وكما أنه يتولد في القلب والدماغ أرواح لطيفة وتلك الارواح تتأدى في الشرائين والاعصاب إلى أجزاء البدن وتصل بهذا الطريق قوة الحياة والحس والحركة إلى كل جزء من أجزاء الاعضاء فكذلك ينبعث من جرم الكواكب خطوطا شعاعية تتصل بجوانب العالم وتتأدى قوة ذلك (3) الكواكب بواسطة تلك الخطوط الشعاعية إلى أجزاء هذا العالم، وكما أن بواسطة الارواح الفائضة من القلب والدماغ إلى أجزاء البدن يحصل في كل جزء من أجزاء ذلك البدن قوى مختلفة وهي الغاذية والنامية والمولدة والحساسة فتكون هذه القوى كالنتائج والاولاد لجوهر النفس المدبرة لكلية البدن، فكذلك بواسطة الخطوط الشعاعية المنبثة من الكواكب الواصلة إلى أجزاء هذا العالم تحدث في تلك الاجزاء نفوس مخصوصة، مثل نفس زيد ونفس عمرو، وهذه النفوس كالاولاد لتلك النفوس الفلكية ولما كات النفوس الفلكية مختلفة في جواهرها وماهياتها فكذلك النفوس المتولدة من نفس فلك زحل مثلا طائفة، والنفوس المتولدة من نفس فلك المشتري طائفة ________________________________________ (1) في المصدر: وجود الارواح. (2) في المصدر: الروح البشرية تتعلق. (3) في المصدر: تلك. ________________________________________