[6] فحسب، لان الدماغ بمنزلة العين والينبوع لذلك، والنخاع بمنزلة النهر العظيم الجاري منه، والاعصاب بمنزلة الجداول. وأول (1) مبادئ الاعصاب الخارجة من الدماغ والنخاع تكون لينة شبيهة بهما، ثم إنها تصلب متى تباعدت منهما حتى يصير عصبا تام النوع. ثم اعلم أن العضلات كلها مجلله بغشاء لطيف، وكذلك جميع الاحشاء مجللة بأغشية والغشاء جسم لطيف رقيق منتسج من العصب والرباط ليفيد العضو الذي هو غشاء له ومحيط به مما لاحس له الحس والشعور العرضيين، فيتبادر إلى دفع الالم في الجملة وليحفظ أيضا الاعضاء على أشكالها وأوضاعها ويصونها (2) عن التبدد والتفرق، وليربطها بواسطة العصب والرباط الذي يشظى إلى ليفها بعضو آخر. وجميع الاشياء الملفوفة في الغشاء مما هو داخل الاضلاع فمنبت غشائها من أحد غشائي الصدر والبطن المستبطنين والاعضاء اللحمية، إما ليفية كلحم العضل، وأما ليس فيها ليف كالكبد ولا شئ من الحركات إلا بالليف، أما الارادية فبسبب ليف العضل، وأما الطبيعية كحركة الرحم والعروق، والمركبة كحركة الازدراد فبليف مخصوص بهيئة من وضع الطول والعرض والتورب وللجذب الليف المطول (3) وللدفع الليف الذاهب عرضا العاصر، وللامساك الليف المؤرب. وأما العروق فنوعان: إحداهما النابضة الضوارب. ومنبتها القلب، ويسمى بالشرايين، ولها حركتان: انقباضية، وانبساطية، وشأنها أن تنفض البخار الدخاني من القلب بحركتها الانقباضية، وتجذب بحركتها الانبساطية نسيما طيبا صافيا يستريح به القلب ويستمد منه الحرارة الغريزية، وبهذه الحركة ينتشر الروح والقوة الحيوانية والحرارة الغريزية في جميع البدن. وخلقت كلها ذات صفاقين، احتياطا في وثاقة جسميتها، لئلا تنشق بسبب ________________________________________ (1) وأما (خ). (2) ولصونها (خ). (3) المطاول (خ). ________________________________________