[348] القمر: ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر (1). الواقعة: أفرأيتم الماء الذي تشربونء أنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون (2). الجن: وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا إلى - قوله تعالى - و أن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا (3). تفسير: " وأنزلنا من السماء ماء " قال البيضاوي: خروج الثمار بقدرة الله ومشيته ولكن جعل الماء الممزوج بالتراب سببا في إخراجها ومادة لها كالنطفة للحيوان بأن أجرى عادته بإفاضة صورها وكيفياتها على المادة الممزوجة منهما أو أبدع في الماء قوة فاعلة وفي الارض قوة قابلة تتولد من اجتماعهما أنواع الثمار وهو قادر على أن يوجد الاشياء كلها بلا أسباب ومواد، كما أبدع نفوس الاسباب والمواد، ولكن له في إنشائها مدرجا من حال إلى حال صنعا وحكما يجدد فيها لاولي الابصار عبرا وسكونا إلى عظم قدرته ليس في إيجادها دفعة، و " من " الاولى للابتداء سواء أريد بالسماء السحاب فإن ما علاك سماء، أو الفلك، فإن المطر يبتدئ من السماء إلى السحاب ومنه إلى الارض على ما دلت عليه الظواهر أو من أسباب سماوية تثير الاجزاء الرطبة من أعماق الارض إلى جو الهواء فتنعقد سحابا ماطرا (4). " إن في خلق السماوات والارض " قيل: إنما جمع السماوات وأفرد الارض لان السماوات طبقات متفاصلة بالذات مختلفة بالحقيقة بخلاف الارضين " بما ينفع الناس " أي ينفعهم أو بالذي ينفعهم " وما أنزل الله من السماء من ماء " " من " الاولى ________________________________________ (1) القمر: 11. (2) الواقعة " 68 - 70. (3) الجن: 8 - 16. (4) أنوار التنزيل: ج 1، ص 46 ________________________________________