[384] وإمامكم منكم " وهذا حديث متفق على صحته انتهى. أقول: وقد أورد هو وغيره أخبارا اخر في ذلك، فظهر أن هذه الامور المنقولة من سير القائم عليه السلام لا يختص بنا، بل أوردها المخالفون أيضا ونسبوه إلى عيسى عليه السلام لكن قد رووا أن إمامكم منكم، فما كان جوابهم فهو جوابنا، والشبهة مشتركة بينهم وبيننا. 194 - أقول ذكر السيد ابن طاوس قدس الله روحه في كتاب سعد السعود أني وجدت في صحف إدريس النبي عليه السلام عند ذكر سؤال إبليس وجواب الله له قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال: لا، ولكنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، فانه يوم قضيت وحتمت أن اطهر الارض ذلك اليوم من الكفر والشرك والمعاصي. وانتخبت لذلك الوقت عبادا لي امتحنت قلوبهم للايمان، وحشوتها بالورع والاخلاص واليقين والتقوى والخشوع والصدق والحلم والصبر والوقار والتقى والزهد في الدنيا والرغبة فيما عندي، وأجعلهم دعاة الشمس والقمر وأستخلفهم في الارض وامكن لهم دينهم الذي ارتضيته لهم ثم يعبدونني لا يشركون بي شيئا يقيمون الصلاة لوقتها ويؤتون الزكاة لحينها ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. والقي في تلك الزمان الامانة على الارض فلا يضر شئ شيئا، ولا يخاف شئ من شئ، ثم تكون الهوام والمواشي بين الناس، فلا يؤذي بعضهم بعضا، و أنزع حمة كل ذي حمة من الهوام وغيرها واذهب سم كل ما يلدغ، وانزل بركات من السماء والارض وتزهر الارض بحسن نباتها وتخرج كل ثمارها و ________________________________________ = في المصابيح ص 380 من صحيحي مسلم والبخاري وهكذا السيوطي في الجامع الصغير منهما على ما في السراج المنير ج 3 ص 106 وقال العزيزي في شرحه: قال المناوى: أي والخليفة من قريش أو وامامكم في الصلاة رجل منكم، وهذا استفهام عن حال من يكون حيا عند نزول عيسى، كيف سرورهم بلقيه، وكيف يكون فخر هذه الامة وروح الله يصلى وراء امامهم. ________________________________________