[26] غلاما سيدا في الدنيا والآخرة وهو فرج المؤمنين فاستحيت. فتأملتها فلم أر فيها أثر الحمل فقلت لسيدي أبي محمد عليه السلام: ما أرى بها حملا فتبسم عليه السلام ثم قال: إنا معاشر الاوصياء لسنا نحمل في البطون وإنما نحمل في الجنوب ولا نخرج من الارحام وإنما نخرج من الفخذ الايمن من امهاتنا لاننا نور الله لا تناله الدانسات، فقلت له: يا سيدي قد أخبرتني أنه يولد في هذه الليلة ففي أي وقت منها ؟ قال لي في طلوع الفجر يولد الكريم على الله إن شاء الله. قالت حكيمة: فأقمت فأفطرت ونمت بقرب من نرجس وبات أبو محمد عليه السلام في صفة في تلك الدار التي نحن فيها فلما ورد وقت صلاة الليل قمت ونرجس نائمة ما بها أثر ولادة فأخذت في صلاتي ثم أوترت فأنا في الوتر حتى وقع في نفسي أن الفجر قد طلع ودخل قلبي شئ فصاح أبو محمد عليه السلام من الصفة: لم يطلع الفجر يا عمة فأسرعت الصلاة وتحركت نرجس فدنوت منها وضممتها إلي وسميت عليها ثم قلت لها: هل تحسين بشئ قالت: نعم، فوقع علي سبات لم أتمالك معه أن نمت ووقع على نرجس مثل ذلك ونامت فلم أنتبه إلا بحس سيدي المهدي وصيحة أبي محمد عليه السلام يقول: يا عمة هاتي ابني إلي فقد قبلته فكشفت عن سيدي عليه السلام فإذا أنا به ساجدا يبلغ الارض بمساجده وعلى ذراعه الايمن مكتوب " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا " فضممته إلي فوجدته مفروغا منه ولففته في ثوب و حملته إلى أبي محمد عليه السلام فأخذه فأقعده على راحته اليسرى وجعل راحته اليمنى على ظهره ثم أدخل لسانه في فيه وأمره بيده على ظهره وسمعه ومفاصله ثم قال له: تكلم يا بني فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين ولي الله ثم لم يزل يعدد السادة الائمة عليهم السلام إلى أن بلغ إلى نفسه ودعا لاوليائه بالفرج على يده ثم أحجم. قال أبو محمد عليه السلام: يا عمة اذهبي (به) إلى امه ليسلم عليها واتيني به فمضيت فسلم عليها ورددته ثم وقع بيني وبين أبي محمد عليه السلام كالحجاب فلم أر سيدي فقلت له: يا سيدي أين مولانا فقال: أخذه من هو أحق به منك فإذا كان اليوم السابع فأتينا. ________________________________________