[315] إليها جاءني خادم فناداني باسمي واسم أبي وقال: أجب مولاك، قلت: ومن مولاي حتى اجيبه ؟ فقال: ما على الرسول إلا البلاغ. قال: فتبعته فجاء بي إلى دار عالية البناء لا أشك أنها الجنة، وإذا رجل جالس على بساط أخضر، ونور جماله يغشى الابصار، فقال لي: إن فيما حملت من القماش حبرتين إحداهما في مكان كذا والاخرى في مكان كذا في السفط الفلاني و في كل واحدة منهن رقعة مكتوبة فيها ثمنها وربحها وثمن إحداهما ثلاثة وعشرون دينارا والربح ديناران، وثمن الاخرى ثلاثة عشر دينارا والربح كالاولى فاذهب فأت بهما. قال الرجل: فرجعت فجئت بهما إليه فوضعتهما بين يديه، فقال لي: اجلس فجلست لا أستطيع النظر إليه إجلا لا لهيبته، قال: فمد يده إلى طرف البساط وليس هناك شئ وقبض قبضة وقال: هذا ثمن حبرتيك وربحهما، قال: فخرجت وعددت المال في الباب، فكان المشترى والربح كما كتب والدي لا يزيد ولا ينقص. 13 - مروج الذهب: قال ذكر محمد بن علي الشريعي وكان ممن بلي بالمهتدي، وكان حسن المجلس عارفا بأيام الناس وأخبارهم، قال: كنت أبايت المهتدي كثيرا فقال لي ذات ليلة: أتعرف خبر نوف الذي حكا عن علي بن أبي طالب عليه السلام حين كان يبايته ؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين ذكر نوف قال رأيت عليا عليه السلام قد أكثر الخروج والدخول والنظر إلى السماء ثم قال لي يا نوف أنائم أنت ؟ قال قلت: بل أرمقك بعيني منذ الليلة يا أمير المؤمنين. فقال لي: يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا والراغبين في الاخرة اولئك قوم اتخذوا أرض الله بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا، والكتاب شعارا، الدعاء دثارا ثم تركوا الدنيا تركا على منهاج المسيح عيسى بن مريم عليه السلام. يا نوف إن الله جل وعلا أوحى إلى عبده المسيح أن قل لبني إسرائيل لا تدخلوا بيوتي إلا بقلوب خاضعة، وأبصار خاشعة، وأكف نقية، وأعلمهم أني ________________________________________