[36] خواتيم، فلما ودعته شغلني البكاء والاسى على فراقه عن مسألته ذلك، فلما خرجت من بين يديه صاح بي ياريان ارجع فرجعت فقال لي: أما تحب أن أدفع إليك قميصا من ثياب جسدي تكفن فيه إذا فني أجلك ؟ أو ما تحب أن أدفع إليك دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم ؟ فقلت: يا سيدي قد كان في نفسي أن أسألك ذلك، فمنعني الغم بفراقك فرفع عليه السلام الوسادة وأخرج قميصا فدفعه إلي ورفع جانب المصلى فأخرج دراهم فدفعها إلى فعددتها فكانت ثلاثين درهما (1). 17 - ن: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن البزنطى قال: كنت شاكا في أبي الحسن الرضا صلوات الله وسلامه عليه فكتبت إليه كتابا أسأله فيه الاذن عليه وقد أضمرت في نفسي أن أسأله إذا دخلت عليه عن ثلاث آيات قد عقدت قلبي عليها، قال: فأتاني جواب ما كتبت به إليه " عافانا الله وإياك أما ما طلبت من الاذن علي فان الدخول علي صعب وهؤلاء قد ضيقوا على ذلك، فلست تقدر عليه الآن، وسيكون إنشاء الله " وكتب عليه السلام بجواب ما أردت أن أسأله عن الآيات الثلاث في الكتاب، ولا والله ما ذكرت له منهن شيئا، ولقد بقيت متعجبا لما ذكر ما في الكتاب، ولم أدر أنه جوابي إلا بعد ذلك، فوقفت على معنى ما كتب به عليه السلام (2). قب: البزنطي مثله (3). 18 - ن: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن البزنطي قال: بعث الرضا عليه السلام إلي بحمار فركبته وأتيته وأقمت عنده بالليل إلى أن مضى منه ما شاء الله، فلما أراد أن ينهض قال: لا أراك أن تقدر على الرجوع إلى المدينة، قلت أجل جعلت فداك قال: فبت عندنا الليلة واغد على بركة الله عزوجل، قلت: أفعل جعلت فداك، فقال: يا جارية افرشي له فراشي واطرحي عليه ملحفتي التي ________________________________________ (1) المصدر ص 211. (2) نفس المصدر ج 2 ص 212. (3) مناقب آل أبى طالب ج 4 ص 336. (*) ________________________________________