[ 32 ] في مراتب الارتقاء فتسبق إلى الكمالات حتى تصير من المكملات، أو صفات أنفس الغزاة أو أيديهم تنزع القسي بإغراق السهام، وينشطون بالسهم للرمي ويسبحون في البر والبحر فيسبقون إلى حرب العدو فيدبرون أمرها، أو صفات خيلهم فإنها تنزع في أعنتها نزعا تغرق فيه الاعنة لطول أعناقها وتخرج من دار الاسلام إلى دار الكفر، وتسبح في جريها فتسبق إلى العدو فتدبر أمر الظفر، أقسم الله بها على قيام الساعة، وإنما حذف لدلالة ما بعده عليه " يوم ترجف الراجفة " وهو منصوب به، والمراد بالراجفة الاجرام الساكنة التي تشتد حركتها حينئذ كالارض والجبال، لقوله: " يوم ترجف الارض والجبال " أو الواقعة التي ترجف الاجرام عندها وهي النفخة الاولى " تتبعها الرادفة " التابعة وهي السماء والكواكب تنشق وتنتثر، أو النفخة الثانية، والجملة في موقع الحال " قلوب يومئذ واجفة " شديدة الاضطراب من الوجيف وهي صفة لقلوب، والخبر: " أبصارها خاشعة " أي أبصار أصحابها ذللية من الخوف، ولذلك أضافها إلى القلوب " يقولون أئنا لمردودون في الحافرة " في الحالة الاولى يعنون الحياة بعد الموت، من قولهم: رجع فلان في حافرته أي طريقه التي جاء فيها فحفرها أي أثر فيها بمشيه على النسبة كقوله: عيشة راضية " أئذا كنا عظاما ناخرة " أي بالية أو نخرة وهي أبلغ " قالوا تلك إذا كرة خاسرة " ذات خسران أو خاسر أصحابها، والمعنى أنها إن صحت فنحن إذا خاسرون لتكذيبنا بها وهو استهزاء منهم " فإنما هي زجرة واحدة " متعلق بمحذوف أي لا يستصعبوها فما هي إلا صيحة واحدة يعني النفخة الثانية " فإذا هم بالساهرة " فإذا هم أحياء على وجه الارض بعد ما كانوا أمواتا في بطنها، والساهرة الارض البيضاء المستوية، وقيل: اسم جهنم. وفي قوله تعالى: " يوم تبلى السرائر ": أي تتعرف وتميز بين ما طاب من الضمائر وما خفي من الاعمال وما خبث منها " فما له " للانسان " من قوة " من منعة في نفسه يمتنع بها " ولا ناصر " يمنعه. وفي قوله تعالى: " فما يكذبك " أي فأي شئ يكذبك يا محمد ؟ دلالة أو نطقا " بعد بالدين " بالجزاء بعد ظهور هذه الدلائل، وقيل: " ما " بمعنى " من " وقيل: الخطاب للانسان على الالتفات، والمعنى: فما الذي يحملك على هذا التكذيب ؟ " أليس الله - 2 - بحار الانوار ________________________________________