[ 28 ] والمراد به القرآن، أو ما كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ، أو ألواح موسى عليه السلام، أو في قلوب أوليائه من المعارف والحكم، أو ما تكتبه الحفظة " في رق منشور " الرق: الجلد الذي يكتب فيه، استعير لما كتب فيه الكتاب " والبيت المعمور " يعني الكعبة، وعمارتها بالحجاج والمجاورين، أو الضراح وهو في السماء الرابعة، وعمرانه بكثرة غاشيته من الملائكة، أو قلب المؤمن، وعمارته بالمعرفة والاخلاص " والسقف المرفوع " يعني السماء " والبحر المسجور " أي المملوء وهو المحيط أو الموقد، روي أن الله تعالى يجعل يوم القيامة البحار نارا يسجر بها جهنم، أو المختلط " إن عذاب ربك لواقع " لنازل " ماله من دافع " يدفعه، ووجه دلالة هذه الامور المقسم بها على ذلك أنها امور تدل على كمال قدرة الله وحكمته وصدق اختياره وضبط أعمال العباد للمجازاة " يوم تمور السماء مورا " أي تضطرب، والمور تردد في المجئ والذهاب، وقيل: تحرك في تموج " تسير الجبال سيرا " أي تسير عن وجه الارض فتصير هباءا " فويل يومئذ للمكذبين " أي إذا وقع ذلك فويل لهم " الذين هم في خوض يلعبون " أي في الخوض في الباطل، وفي قوله ": ثم يجزاه الجزاء الاوفى ": أي يجزى العبد سعيه بالجزاء الاوفر، فنصب بنزع الخافض، ويجوز أن يكون مصدرا وأن يكون الهاء للجزاء المدلول عليه بيجزى والجزاء بدله. وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: " وما أمرنا إلا واحدة ": أي وما أمرنا بمجئ الساعة في السرعة إلا كطرف البصر، والمعنى: إذا أردنا قيام الساعة أعدنا الخلق وجميع الحيوانات في قدر لمح البصر في السرعة، وقيل: معناه: وما أمرنا إذا أردنا أن نكون شيئا إلا مرة واحدة لم نحتج فيه إلى ثانية، إنما نقول له: كن فيكون " كلمح البصر " في سرعته من غير إبطاء ولا تأخير. وفي قوله تعالى: " سنفرغ لكم إيها الثقلان ": أي سنقصد لحسابكم أيها الجن والانس عن الزجاج، قال: والفراغ في اللغة على ضربين: أحدهما القصد للشئ، والآخر الفراغ من شغل، والله لا يشغله شأن عن شأن، وقيل: معناه: سنعمل عمل من ________________________________________