[ 20 ] أقول: وقال شارح المقاصد: فإن قيل: ما معنى كون الاعادة أهون على الله تعالى وقدرته قديمة لا تتفاوت المقدورات بالنسبة إليها ؟ قلنا: كون الفعل أهون تارة يكون من جهة الفاعل بزيادة شرائط الفاعلية، وتارة من جهة القابل بزيادة استعداد القبول، وهذا هو المراد ههنا، وأما من جهة قدرة الفاعل فالكل على السواء. وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: " لا مرد له من الله ": أي لا يرد يوم القيامة أحد من الله " يومئذ يصدعون " أي يتفرقون فيه " فريق في الجنة وفريق في السعير " وفي قوله: " إنها إن تك مثقال حبة من خردل " معناه أن فعلة الانسان من خير أو شر إن كانت مقدار حبة خردل في الوزن " فتكن في صخرة " أي في حجرة عظيمة، لان الحبة فيها أخفى وأبعد من الاستخراج " يأت بها الله " أي يحضرها الله يوم القيامة ويجازي عليها أي يأتي بجزاء ما وازنها من خير أو شر، وقيل: معناه: يعلمها الله فيأتي بها إذا شاء، كذلك قليل العمل من خير أو شر يعلمه الله فيجازي عليه. وروى العياشي عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اتقوا المحقرات من الذنوب فإن لها طالبا، لا يقولن أحدكم أذنب وأستغفر الله تعالى، إن الله تعالى يقول: " إن تك مثقال حبه من خردل " الآية " إن الله لطيف " باستخراجها " خبير " بمستقرها. وفي قوله تعالى: " ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة " أي كخلق نفس واحدة وبعث نفس واحدة في قدرته، فإنه لا يشق عليه ابتداء جميع الخلق ولا إعادتهم بعد إفنائهم، قال مقاتل: إن كفار قريش قالوا: إن الله خلقنا أطوارا: نطفة، علقة مضغة، لحما، فكيف يبعثنا خلقا جديدا في ساعة واحدة ؟ فنزلت الآية. وفي قوله: " أئذا ضللنا في الارض ": أي غبنا في الارض فصرنا ترابا، وكل شئ غلب عليه غيره حتى يغيب فيه فقد ضل، وقيل: معنى ضللنا: هلكنا. وفي قوله تعالى: " والذين سعوا في آياتنا معاجزين " أي والذي عملوا بجهدهم وجدهم في إبطال حججنا مقدرين إعجاز ربهم وظانين أنهم يفوتونه " اولئك لهم عذاب من رجز " أي سيئ العذاب. وفي قوله: " هل ندلكم على رجل " يعنون محمدا صلى الله عليه واله " إذا مزقتم كل ممزق " ________________________________________