[ 191 ] البهائي رحمه الله: بضم الحرف المضارعة من أكسب والمراد أنه يكسب الانسان طاعة الله، أو يكسبه طاعة العباد له. أقول: لا حاجة إلى نقله إلى باب الافعال، بل المجرد أيضا ورد بهذا المعنى، بل هو أفصح. قال الجوهري: الكسب: الجمع، وكسبت أهلي خيرا وكسبت الرجل مالا فكسبه، وهذا مما جاء فعلته ففعل انتهى. والضمير في " يكسبه " راجع إلى صاحب العلم. وفي نهج البلاغة: يكسب الانسان الطاعة. وجميل الاحدوثة أي الكلام الجميل والثناء، والاحدوثة مفرد الاحاديث. وفي ف بعد ذلك: ومنفعة المال تزول بزواله وهو ظاهر. مات خزان الاموال وهم أحياء أي هم في حال حياتهم في حكم الاموات، لعدم ترتب فائدة الحياة على حياتهم من فهم الحق وسماعه وقبوله والعمل به، واستعمال الجوارح فيما خلقت لاجله، كما قال تعالى: أموات غير أحياء وما يشعرون (1). والعلماء بعد موتهم أيضا باقون بذكرهم الجميل، وبما حصل لهم من السعادات واللذات في عالم البرزخ، والنشأة الآخرة، وبما يترتب على آثارهم و علومهم، وينتفع الناس من بركاتهم الباقية مدى الاعصار، وعلى نسخة أمالي الشيخ المراد أنهم ماتوا ومات ذكرهم وآثارهم معهم، والعلماء بعد موتهم باقون بآثارهم وعلومهم وأنوارهم. قوله (عليه السلام): وأمثالهم في القلوب موجودة قال الشيخ البهائي: الامثال جمع مثل بالتحريك فهو في الاصل بمعنى النظير استعمل في القول السائر الممثل مضربه بمورده ثم في الكلام الذي له شأن وغرابة، وهذا هو المراد ههنا أي أن حكمهم ومواعظهم محفوظة عند أهلها يعملون بها. انتهى. ويحتمل أن يكون المراد بأمثالهم أشباحهم وصورهم، فإن المحبين لهم المهتدين بهم المقتدين لآثارهم يذكرونهم دائما، وصورهم متمثلة في قلوبهم على أن يكون جمع مثل بالتحريك أو جمع مثل بالكسر فإنه أيضا يجمع على أمثال. إن ههنا لعلما، وفي نهج البلاغة: لعلما جما أي كثيرا. لو أصبت له حملة بالفتحات جمع حامل أي من يكون أهلا له، وجواب لو محذوف أي ________________________________________ (3) النحل: 21. ________________________________________