[ 13 ] وقال في قوله تعالى: " نشرا " بقراءة النون أي منتشرة في الارض أو محيية للارض، وبقراءة الباء أي مبشرة بالغيث، ورحمته هي المطر " حتى إذا أقلت " أي حملت، قيل: و رفعت " سحابا ثقالا " بالماء " سقناه لبلد ميت " أي إلى بلد، وموت البلد: بعفي مزارعه ودروس مشاربه " فأنزلنا به " أي بالبلد أو بالسحاب " الماء فأخرجنا به " أي بهذا الماء أو بالبلد " كذلك نخرج الموتى " أي كما أخرجنا الثمرات كذلك نخرج الموتى بأن نحييها بعد موتها " لعلكم تذكرون " أي لكي تتذكروا وتتفكروا وتعتبروا بأن من قدر على إنشاء الاشجار والثمار في البلد الذي لا ماء فيه ولا زرع بريح يرسلها فإنه يقدر على إحياء الاموات بأن يعيدها إلى ما كانت عليه، ويخلق فيها الحياة و القدرة. وقال في قوله تعالى: " فأنى تؤفكون ": فكيف تصرفون عن الحق. وقال في قوله تعالى: " يوم يحشرهم ": أي يجمعهم من كل مكان إلى الموقف " كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار " معناه أنهم استقلوا أيام الدنيا، فإن المكث في الدنيا وإن طال كان بمنزلة ساعة في جنب الآخرة، وقيل: استقلوا أيام مقامهم في الدنيا لقله انتفاعهم بأعمارهم فيها فكأنهم لم يلبثوا إلا ساعة لقله فائدتها، وقيل: استقلوا مدة لبثهم في القبور " يتعارفون بينهم " أي يعرف بعضهم بعضا ما كانوا عليه من الخطاء والكفر قال الكلبي: يتعارفون إذا خرجوا من قبورهم ثم تنقطع المعرفة إذا عاينوا العذاب. ويتبرأ بعضهم من بعض " بعض الذي نعدهم " أي العقوبة في الدنيا، قالوا: ومنها وقعة بدر " أو نتوفينك " أي أو نميتنك قبل أن ينزل ذلك بهم وينزل ذلك بهم بعد موتك " فإلينا مرجعهم " أي إلى حكمنا مصيرهم في الآخرة، فلا يفوتوننا. وقال في قوله تعالى: " ويقولون متى هذا الوعد ": أي البعث وقيام الساعة، وقيل: العذاب. وفي قوله تعالى: " أحق هو ": أي ما جئت به من القرآن والشريعة أو ما تعدنا من البعث والقيامة والعذاب، قالوا ذلك على وجه الاستفهام أو الاستهزاء. وفي قوله: " فإني أخاف " أي أعلم. وفي قوله: " إلا سحر " أي ليس هذا القول ________________________________________