[29] عبد الملك في الساعة التي أنفذ فيها الكتاب إلى الحجاج: وقفت على ما كتبت في دماء بني هاشم وقد شكر الله لك ذلك، وثبت لك ملكك، وزاد في عمرك، وبعث به مع غلام له بتاريخ الساعة التي أنفذ فيها عبد الملك كتابه إلى الحجاج، فلما قدم الغلام أوصل الكتاب إليه فنظر عبد الملك في تاريخ الكتاب فوجده موافقا لتاريخ كتابه، فلم يشك في صدق زين العابدين ففرح بذلك وبعث إليه بوقر (1) دنانير وسأله أن يبسط إليه بجميع حوائجه وحوائج أهل بيته ومواليه، وكان في كتابه عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أتاني في النوم فعرفني ما كتبت به إليك وما شكر من ذلك (2). 20 - يج: روي عن أبي خالد الكابلي قال: دعاني محمد ابن الحنفية بعد قتل الحسين عليه السلام ورجوع علي بن الحسين عليهما السلام إلى المدينة وكنا بمكة فقال: صر إلى علي بن الحسين عليه السلام وقل له: إني أكبر ولد أمير المؤمنين بعد أخوي الحسن والحسين، وأنا أحق بهذا الامر منك، فينبغي أن تسلمه إلي، وإن شئت فاختر حكما نتحاكم إليه، فصرت إليه وأديت رسالته، فقال: ارجع إليه وقل له: يا عم اتق الله ولا تدع ما لم يجعله الله لك. فان أبيت فبيني وبينك الحجر الاسود فمن أجابه الحجر فهو الامام فرجعت إليه بهذا الجواب، فقال له: قد أجبتك، قال أبو خالد: فدخلا جميعا وأنا معهما حتى وافيا الحجر الاسود، فقال علي بن الحسين عليهما السلام: تقدم يا عم فانك أسن فسله الشهادة لك، فتقدم محمد فصلى ركعتين دعا بدعوات ثم سأل الحجر بالشهادة إن كانت الامامة له فلم يجبه بشئ ثم قام علي بن الحسين عليهما السلام فصلى ركعتين ثم قال: أيها الحجر الذي جعله الله شاهدا لم يوافي بيته الحرام من وفود عباده إن كنت تعلم أني صاحب الامر وأني الامام المفترض الطاعة على جميع عباد الله فاشهدي ليعلم عمي أنه لا حق له في الامامة، فأنطق الله الحجر بلسان عربي مبين، فقال: يا محمد بن علي ! سلم ________________________________________ (1) الوقر: بالكسر الحمل، مجمع البحرين. (2) الخرائج والجرائج 194 بتفاوت. ________________________________________