[ 189 ] 6 - ما: المفيد، عن الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمد بن علي الصيرفي، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن فضيل بن خديج (1)، عن كميل بن زياد النخعي، قال: كنت مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في مسجد الكوفة، وقد صلينا العشاء الآخرة فأخذ بيدي حتى خرجنا من المسجد فمشى حتى خرج إلى ظهر الكوفة لا يكلمني بكلمة فلما أصحر تنفس، ثم قال: يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها احفظ عني ما أقول. إلى آخر الخبر. إلا أن فيه: صحبة العالم دين يدان الله به، يا كميل منفعة المال [ تزول بزواله يا كميل ] مات خزان المال والعلماء [ باقون ما بقى الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة ] هاه هاه إن ههنا يقتدح الشك بشبهه ظاهر مشهور أو مستتر مغمور وبيناته وإن اولئك أرواح اليقين، ما استوعره خلفاء الله في أرضه، والدعاة إلى دينه، هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم، واستغفر الله لي ولكم، ثم نزع يده من يدي، وقال انصرف إذا شئت. 7 - نهج: قال كميل بن زياد: أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأخرجني إلى الجبانة، فلما أصحر تنفس الصعداء (2) ثم قال: يا كميل إن هذه القلوب أوعية (3) الخبر. كتاب الغارات للثقفي بإسناده مثله. بيان: سيأتي هذا الخبر بأسانيد جمة (4) في باب الاضطرار إلى الحجة. والجبان والجبانة بالتشديد: الصحراء، وتسمى بهما المقابر أيضا. وأصحر أي أخرج إلى الصحراء. وأوعاها أي أحفظها للعلم وأجمعها. والرباني: منسوب إلى الرب بزيادة الالف والنون على خلاف القياس كالرقباني، قال الجوهري: الرباني: المتأله العارف بالله تعالى، وكذا قال الفيروز آبادي، وقال في الكشاف: الرباني: هو شديد التمسك بدين الله تعالى وطاعته، وقال في مجمع البيان: هو الذي يرب أمر الناس بتدبيره و ________________________________________ (1) وفي نسخة: جريح. (2) أي تنفس تنفسا طويلا من تعب أو كرب. (3) جمع الوعاء - بكسر الواو وضمها -: ما يجمع ويحفظ فيه الشئ. شبهها (عليه السلام) بالاوعية لكونها محلا للعلوم والمعارف. (4) بفتح الجيم وضمها: كثيرة. ________________________________________