[23] فقال علي عليه السلام: مررت البارحة بفلان بن فلان المؤمن، فوجدت فلانا وأنا أتهمه بالنفاق، وقد لازمه وضيق عليه، فناداني المؤمن: يا أخا رسول الله وكشاف الكرب عن وجه رسول الله وقامع أعدائه عن حبيبه أغثني واكشف كربتي ونجني من غمي، سل غريمي هذا لعله يجيبك ويؤجلني فإني معسر، فقلت له: الله إنك لمعسر ؟ فقال: يا أخا رسول الله صلى الله عليه واله لان كنت أستحل الكذب فلا تأمنني على يميني أيضا، فإني معسر وفي قولي هذا صادق، واوقر الله واجله أن أحلف به صادقا أو كاذبا، فأقبلت على الرجل فقلت: إنى لاجل نفسي عن أن يكون لهذا علي يد، وأجلك أيضا عن أن يكون له عليك يد أو منة، وأسأل مالك الملك (1) الذي لا يؤنف من سؤاله ولا يستحيى من التعرض لثوابه، ثم قلت: اللهم بحق محمد وآله الطيبين لما قضيت عن عبدك هذا هذا الدين، فرأيت أبواب السماء تنادي أملاكها: يا أبا الحسن مر هذا العبد ؟ يضرب بيده إلى ما شاء مما بين يديه من حجر ومدر وحصاة وتراب يستحيل في يده ذهبا، ثم يقضي منه دينه ويجعل ما يبقى نفقته وبضاعته التي يسد بها فاقته ويمون (2) بها عياله، فقلت: يا عبد الله قد أذن الله بقضاء دينك وإيسارك بعد فقرك، اضرب بيدك إلى ما تشاء مما أمامك فتناوله، فإن الله يحوله في يدك ذهبا إبريزا، فتناول أحجارا ثم مدرا فانقلبت له ذهبا أحمر، ثم قلت له: افصل له منها قدر دينه فأعطه، ففعل، قلت: فالباقي لك رزق ساقه الله تعالى إليك فكان الدي قضاه من دينه ألفا وسبعمائة درهم، وكان الذي بقي أكثر من مائة ألف درهم، فهو من أيسر أهل المدينة. ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: إن الله يعلم من الحساب ما لا يبلغه عقول الخلق إنه يضرب ألفا وسبعمائة في ألف وسبعمائة، ثم ما ارتفع من ذلك في مثله إلى أن يفعل ذلك ألف مرة، ثم آخر ما يرتفع من ذلك عدد ما يهبه الله لك في الجنة من القصور قصر من ذهب وقصر من فضة وقصر من لؤلؤ وقصر من زبرجد وقصر من ________________________________________ (1) ملك الملوك خ ل. (2) مانه: احتمل مؤنته وقام بكفايته. ________________________________________