[350] كثير من السائلين " أي لشدة الامر وصعوبته، حتى أن السائل ليبهت ويدهش فيطرق ولا يستطيع السؤال. الفشل: الجبن. وقال ابن أبي الحديد: قلصت يروى بالتشديد أي انضمت واجتمعت فيكون أشد وأصعب من أن ينفرق في مواطن متعددة، وبالتخفيف أي كثرت وتزايدت من قلصت البئر أي ارتفع ماؤها وروي " إذا قلصت عن حربكم " أي إذا قلصت كرائه الامور وحوازب الخطوب عن حربكم أي انكشفت عنها (1). قوله عليه السلام: وشمرت عن ساق " أي كشفت عن شدة ومشقة، كقوله تعالى: " يوم يكشف عن ساق (2) " أو كناية عن قيام الحرب وتمام أسبابها، فإنه كناية عن الاهتمام في الامر. قوله عليه السلام: " إذا أقبلت شبهت " إي في ابتدائها تلتبس الامور ولا يعلم الحق من الباطل إلى أن تنقضي فيظهر بطلانها لظهور آثار الفساد منها. وحام الطائر حول الماء يحوم حوما وحومانا أي دار، شبه عليه السلام الفتن في دورانها ووقوعها من دعاة الضلال في بلد دون بلد بالرياح. الخطة: الحال والامر وعمومها لانها كانت ولاية عامة وخصت بليتها بالصالحين والائمة من أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم، فالمبصر العارف للحق يصيبه البلاء لما يرى من الجور فيه وفي غيره، وأما الجاهل المنقاد لهم فهو في راحة. والناب: الناقة المسنة. والضروس: السيئة الخلق. والعذم: العض والاكل بجفاء. والزبن: الدفع. والدر في الاصل: اللبن ثم اطلق على كل خير، وهو كناية عن منع حقوق المسلمين و الاستبداد بأموالهم. قوله: " أو غير ضائر " يعني من لا ينكر أفعالهم. والانتصار: الانتقام، وقد جاء في كلامه عليه السلام تفسير انتصار العبد من ربه في غير هذا الموضع حيث عقبه بقوله: " إذا شهد أطاعه وإذا غاب اغتابه (3) " والمرد بالصاحب هنا التابع. والشوهاء: ________________________________________ (1) شرح النهج 2: 279 و 280. ونقله ملخصا. (2) سورة القلم: 42. (3) راجع النهج (عبده ط مصر) 1: 207. ________________________________________