[344] عليه السلام في ذلك إلى المخرفة والايهام والتدليس، حتى قال له يوما بمحضر من خلق كثير من أصحابه وفيهم الشاك والمخلص: يا ميثم إنك تؤخذ بعدي و تصلب، فإذا كان اليوم الثاني ابتدر منخراك وفمك دما حتى تخضب لحيتك، فإذا كان اليوم الثالث طعنت بحربة فيقضى عليك، فانتظر ذلك، والموضع الذي تصلب فيه على دار (1) عمرو بن حريث، إنك لعاشر عشرة، أنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة - يعني الارض - ولارينك النخلة التي تصلب على جذعها، ثم أراه إياها بعد ذلك بيومين، فكان ميثم يأتيها فيصلي عندها ويقول: بوركت من نخلة، لك خلقت ولي بنت، فلم يزل يتعاهدها بعد قتل علي على السلام حتى قطعت، فكان يرصد جذعها ويتعاهده ويتردد إليه ويبصره، وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول له: إني مجاورك فأحسن جواري، فلا يعلم عمرو ما يريد، فيقول له: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أم دار ابن حكيم ؟ قال: وحج في السنة التي قتل فيها، فدخل على أم سلمة رضي الله عنها، فقالت له: من أنت ؟ قال: عراقي، فاستنسبته فذكر لها أنه مولى علي بن أبي طالب عليه السلام فقالت: أنت هيثم ؟ قال: بل أنا ميثم، فقالت: سبحان الله والله لربما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يوصي بك عليا في جوف الليل، فسألها عن الحسين بن علي عليهما السلام فقالت: هو في حائط له، قال: أخبريه أني أحببت السلام عليه ونحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله، ولا أقدر اليوم على لقائه، واريد الرجوع، فدعت بطيب فطيبت لحيته، فقال لها: أما إنها ستخضب بدم، قالت: من أنبأك هذا ؟ قال: أنبأني سيدي، فبكت ام سلمة وقالت: إنه ليس بسيدك وحدك هو سيدي وسيد المسلمين أجمعين، ثم ودعته، فقدم الكوفة فاخذ وادخل على عبيدالله بن زياد، وقيل له: هذا كان من آثر الناس عند أبي تراب، قال: ويحكم هذا الاعجمي ؟ قالوا: نعم، فقال له عبيدالله: أين ربك ؟ قال: بالمرصاد قال: قد بلغني اختصاص أبي تراب لك، قال: قد كان بعض ذلك، فما تريد ؟ قال: ________________________________________ (1) في المصدر: على باب دار عمرو بن حريث. ________________________________________