[334] وفي حديث علي عليه السلام: " شرعك ما بلغك المحلا " أي حسبك وكافيك، وهو مثل يضرب في التبليغ باليسير، (1) وقال الميداني في مجمع الامثال: أي حسبك من الزاد ما بلغك مقصدك. (2) 15 - كشف: وروى الحافظ أبو نعيم بسنده في حليته أن النبي صلى الله عليه واله قال: يا علي إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إلى الله منها، هي زينة الابرار عند الله تعالى، الزهد في الدنيا فجعلك لا ترزأ من الدنيا شيئا ولا ترزأ منك الدنيا شيئا. وقال هارون بن عنترة: حدثني أبي قال: دخلت على علي بن أبي طالب عليه السلام بالخورنق (3) وهو يرعد تحت سمل (4) قطيفة، فقلت: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قد جعل لك ولاهل بيتك في هذا المال ما يعم، وأنت تصنع بنفسك ما تصنع ؟ فقال: والله ما أرزأكم من أموالكم شيئا، وإن هذا لقطيفتي التي خرجت بها من منزلي من المدينة، ما عندي غيرها. وخرج عليه السلام يوما وعليه إزار مرقوع، فعوتب عليه، فقال: يخشع القلب بلبسه، ويقتدي به المؤمن إذا رآه علي. واشترى يوما ثوبين غليظين، فخير قنبرا فيهما، فأخذ واحدا ولبس هو الآخر ورأى في كمه طولا عن أصابعه فقطعه. ________________________________________ (1) النهاية 2: 214. (2) مجمع الامثال 1: 376. (3) بفتحتين وراء ساكنة ونون مفتوحة موضع بالكوفة قيل انه نهر، والمعروف انه القصر القائم إلى الان بالكوفة بظاهر الحيرة، قيل: بناه النعمان بن المنذر في ستين سنة بناه له رجل يقال له سنمار، وكان يبنى فيه السنتين والثلاث ثم يغيب الخمس سنين واكثر أو أقل ويطلب فلا يوجد ثم يأتي فيحتج، فلما فرغ من بنائه صعد نعمان على رأسه ونظر إلى البحر تجاهه والبر خلفه، فقال: ما رأيت مثل هذا البناء قط، فقال سنمار: انى اعلم موضع آجرة لوزالت لسقط القصر فقال له النعمان: يعرفها أحد غيرك ؟ قال: لا، قال النعمان: لا دعنها لا يعرفها أحد، ثم أمر به فقذف من أعلى القصر إلى أسفله فتقطع. فضربت به العرب المثل وقالوا: جزاء سنمار. (4) السمل: الثوب الخلق البالى. ________________________________________