[9] الشافعي ابن المغازلي أيضا من طرق جماعة، فمن روايات الشافعي ابن المغازلي في كتاب المناقب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر إلى خيبر فلم يفتح له، ثم بعث عمر فلم يفتح له، فقال: لاعطين الراية غدا رجلا كرارا غير فرار يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فدعا علي بن أبي طالب عليه السلام وهو أرمد العين، فتفل في عينيه ففتح عينيه كأنه لم يرمد قط، فقال: خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك، فخرج يهرول وأنا خلف أثره حتى ركز رايته (1) في أصلهم تحت الحصن، فأطلع رجل يهودي من رأس الحصن فقال: من أنت ؟ قال: علي بن أبي طالب، فالتفت إلى أصحابه فقال: غلبتم والذي أنزل التوراة على موسى، قال: فما رجع حتى فتح الله عليه. ورواه علماء التاريخ مثل محمد بن يحيى الازدي وابن جرير الطبري والواقدي ومحمد بن إسحاق وأبي بكر البيهقي في دلائل النبوة وأبي نعيم في كتاب حلية الاولياء والاشنهي في الاعتقاد عن عبد الله بن عمروسهل بن سعد وسلمة بن الاكوع وأبي سعيد الخدري وجابر الانصاري أن النبي صلى الله عليه وآله بعث أبا بكر برايته مع المهاجرين، هي رايته البيضاء (2) فعاد يؤنب قومه ويؤنبونه (3)، ثم بعث عمر من بعده فرجع يجبن أصحابه ويجبنونه حتى ساء ذلك النبي صلى الله عليه وآله فقال: لاعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله (4) كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه، فأعطاها عليا ففتح على يديه (5). ورواه الثعلبي في تفسير قوله تعالى: " ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا (6) " وذلك في فتح خيبر قال: حاصر رسول الله صلى الله عليه وآله أهل خيبر حتى ________________________________________ (1) ركز الرمح ونحوه: غرزه وأثبته في الارض. (2) في المصدر: وهى راية بيضاء. (3) أنبه: عنفه ولامه. (4) في المصدر: يحب الله ورسوله ويحبه اله ورسوله. (5) في المصدر: حتى فتح الله على يده. (6) سورة الفتح: 2 - 3. ________________________________________