[14] فلما ولد انتهيت إليه (1) فإذا هو كالشمس الطالعة وقد سجد على الارض وهو يقول: (أشهد أن لا إله إلا الله (2) وأن محمدا رسول الله وأشهد أن عليا وصي محمد رسول الله، وبمحمد يختم الله النبوة وبي يتم الوصية، وأنا أمير المؤمنين). فأخذته واحدة منهن من الارض ووضعته في حجرها، فلما نظر علي في وجهها ناداها بلسان ذلق ذرب: السلام عليك يا اماه، فقالت: وعليك يا بني (3) فقال: ما خبر والدي ؟ قالت: في نعم الله ينقلب، وصحبته يتنعم، فلما سمعت ذلك لما تمالكت (4) أن قلت: يا بني ألست بأبيك ؟ قال: بلى ولكني وإياك من صلب آدم، وهذه امي حواء، فلما سمعت ذلك غطيت رأسي بردائي وألقيت نفسي في زاوية البيت حياء منها، ثم دنت اخرى ومعها جؤنة فأخذت عليا فلما نظر إلى وجهها قال: السلام عليك يا اختي، قالت: وعليك السلام يا أخي، قال: فما خبر عمي ؟ قالت: خير وهو يقرء (5) عليك السلام، فقلت: يا بني أي اخت هذه وأي عم هذا ؟ قال: هذه مريم ابنة (6) عمران وعمي عيسى ابن مريم، وطيبته بطيب كان في الجؤنة، فأخذته اخرى منهن فأدرجته في ثوب كان معها، قال أبو طالب فقلت: لو طهرناه لكان أخف عليه، وذلك أن العرب كانت تطهر أولادها (7)، فقالت: يا أبا طالب إنه ولد طاهرا مطهرا، لا يذيقه حر الحديد في الدنيا إلاعلى يد رجل (8) يبغضه الله ورسوله وملائكته والسموات والارض والبحار (9)، وتشتاق إليه النار، فقلت: من هذا الرجل ؟ فقلن: ابن ملجم المرادي لعنه الله، وهو قاتله في الكوفة سنة ثلاثين من وفاة محمد صلى الله عليه واله، ________________________________________ (1) كذا في المصدر وفى نسخ الكتاب: (انتهيت إلينا) وهو مصحف. (2) في المصدر: واشهد أن. (3) في المصدر: وعليك السلام يا بنى. (4) في المصدر: لم اتمالك. (5) في المصدر: ويقرء. (6) في المصدر: بنت. (7) التطهير هنا كناية عن الختن. (8) في المصدر: يدى. (9) والجبال والبحار. ________________________________________