‹ صفحة 56 › المسير معنا والجهاد لعدونا . فأصبح بالرحبة نحو من ثلاثمائة ، فلما عرضهم قال : لو كانوا ألفا كان لي فيهم رأي . قال : وأتاه قوم يعتذرون وتخلف آخرون ، فقال : وجاء المعذرون وتخلف المكذبون . قال : ومكث عليه السلام أياما باديا حزنه ، شديد الكآبة ، ثم إنه نادى في الناس فاجتمعوا ، فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، أيها الناس فوالله لأهل مصركم في الأمصار ، أكثر من الأنصار في العرب . وساق الحديث إلى آخر ما سيأتي برواية ابن الشيخ في مجالسه عن ربيعة بن ناجد [ في أواخر هذا الباب ] . وعن أبي مسلم قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : لولا بقية المسلمين لهلكتم . ( 1 ) وعن إسماعيل بن رجاء الزبيدي : أن عليا عليه السلام خطبهم بعد هذا الكلام فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه : أيها الناس المجتمعة أبدانهم المتفرقة أهواؤهم ، ما عز من دعاكم ولا استراح من قاساكم . كلامكم يوهن الصم الصلاب ، وفعلكم يطمع فيكم عدوكم . إن قلت لكم : سيروا إليهم في الحر . قلتم : أمهلنا ينسلخ عنا الحر . وإن قلت لكم : سيروا إليهم في الشتاء . قلتم : حتى ينسلخ عنا البرد . فعل ذي الدين المطول ، من فاز بكم فاز بالسهم الأخيب أصبحت لا أصدق قولكم ، ولا أطمع في نصركم ، فرق الله بيني وبينكم أي دار بعد داركم تمنعون ؟ ! ومع أي إمام بعدي تقاتلون ؟ ! أما إنكم ستلقون بعدي أثرة تتخذها عليكم الضلال سنة ، فقر ______________________________ ( 1 ) رواه في الحديث : ( 174 ) وما بعده من كتاب الغارات : ج 2 ، ص 485 - 492 ط 1 .