‹ صفحة 32 › ألفي رجل وأوصاه أن يتجنب المدن والجماعات ، وأن لا يغير على مسلحة ، وأن يعجل الرجوع ، فأقبل النعمان حتى دنا من عين التمر وبها مالك ، ومع مالك ألف رجل ، وقد أذن لهم فرجعوا إلى الكوفة فلم يبق معه إلا مائة أو نحوها ، فكتب مالك إلى علي عليه السلام ، فصعد عليه السلام المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أهل الكوفة ! المنسر من مناسر أهل الشام ، إذا أظل عليكم انجحرتم في بيوتكم وأغلقتم أبوابكم ، انجحار الضبة في جحرها ، والضبع في وجارها ، الذليل والله من نصرتموه ، ومن رمى بكم رمى بأفوق ناصل ، أف لكم ، لقد لقيت منكم ترحا ! ! ويحكم يوما أناجيكم ، ويوما أناديكم ، فلا أحرار عند النداء ، ( 1 ) ولا إخوان صدق عند اللقاء ، أنا والله منيت بكم ، صم لا تسمعون ، بكم لا تعقلون ، عمي لا تبصرون ! ! فالحمد لله رب العالمين ، ويحكم اخرجوا هداكم الله إلى مالك بن كعب أخيكم ، فإن النعمان بن بشير قد نزل به في جمع من أهل الشام ليس بالكثير ، فانهضوا إلى إخوانكم لعل الله يقطع بكم من الكافرين طرفا . ثم نزل . فلم يخرجوا ، فأرسل إلى وجوههم وكبرائهم ، فأمرهم أن ينهضوا ويحثوا الناس على المسير ، فلم يصنعوا شيئا . واجتمع منهم نفر يسير نحو ثلاثمائة أو دونها فقام عليه السلام فقال : إلا إني منيت بمن لا يطيع إذا أمرت ، ولا يجيب إذا دعوت ، لا أبا لكم ، ما تنتظرون بنصركم ربكم ؟ أما دين يجمعكم ؟ ولا حمية تحمشكم ؟ أقوم فيكم مستصرخا ، وأناديكم متغوثا ، فلا تسمعون لي قولا ، ولا تطيعون لي أمرا ، حتى تكشف الأمور عن عواقب المساءة ، فما يدرك بكم ثار ، ولا يبلغ بكم مرام ! ! ____________________________________________________ هذا هو الصواب الموافق لغير واحد من المصادر ، وفي ط الكمباني من البحار : فلا أجاب عند النداء . . .