[ 285 ] الحجاب، (1) فالحجاب بينه وبين خلقه، لامتناعه مما يمكن في ذواتهم، ولامكان ذواتهم مما يمتنع منه ذاته، ولافتراق الصانع والمصنوع، (2) والرب والمربوب، والحاد والمحدود، أحد لا بتأويل عدد، (3) الخالق لا بمنى حركة، السميع لا بأداة، البصير لا بتفريق آلة، الشاهد لابمماسة، البائن لاببراح مسافة، (4) الباطن لاباجتنان، الظاهر لا بمحاذ، الذي قد حسرت دون كنهه نوافذ الابصار، وأقمح وجوده جوائل الاوهام، (5) أول الديانة معرفته، وكمال المعرفة توحيده، وكمال التوحيد نفي الصفات عنه، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة الموصوف أنه غير الصفة، وشهادتهما جميعا على أنفسهما بالبينة، الممتنع منها الازل، (6) فمن وصف الله فقد حده، ومن حده فقد عده، ومن عده فقد أبطل أزله، ومن قال: كيف فقد استوصفه، ومن قال: علام فقد حمله، ومن قال: أين فقد أخلي منه، ومن قال: إلام فقد وقته، عالم إذ لا معلوم، وخالق إذ لا مخلوق، ورب إذ لامربوب، وإله إذ لامألوه، وكذلك يوصف ربنا وهو فوق ما يصفه الواصفون. توضيح: لا أمد أي أزلا، ولا غاية أي أبدا. قوله: وبين خلقه وفي " في " بعد ذلك: خلقه إياهم لامتناعه وهو أظهر، والمعنى على ما في الكتاب أن ليس احتجابه إلا لهذه الوجوه وقد مر تحقيقها مرارا (7) قوله: مما يمتنع كلمة " من " صلة أو تبعيضية قوله عليه السلام: لا بتفريق آلة أي بفتح العين أو بعث الاشعة وتوريعها على المبصرات على القول بالشعاع، أو تقليب الحدقة وتويجهها مرة إلى هذا المبصر ومرة إلى ذاك، كما يقال: ________________________________________ (1) في الكافي: لا تحجبه الحجب، والحجاب بينه وبين خلقه خلقه اياهم. وفى النهج: لا تحجبه التواتر. (2) في الكافي: من المصنوع. وكذا في الجملتين اللتين بعده. (3) في الكافي: الواحد بلا تأويل عدد. (4) في الكافي: والظاهر البائن لا بتراخى مسافة، أزله نهيه لمجاول الافكار، ودوامه ردعه لطامحات العقول، قد حسر كنهه نوافذ الابصار، وقمح وجوده جوائل الاوهام. (5) في التوحيد المطبوع: وامتنع وجوده. (6) في التوحيد المطبوع: الممتنع فيها الازل. (7) بأنه خالق برئ عن الامكان ولوازمه وأنهم مخلوقة ممكنة، قاصرة عن نيل الوصول الى ذاته وصفاته فالحجاب بينه وبين خلقه قصورهم وكماله. ________________________________________