[365] واعترف إمامهم الرازي في كتاب نهاية العقول بأنه لم ينعقد الاجماع على خلافة أبي بكر في زمانه، بل إنما تم انعقاده بموت سعد بن عبادة، وكان ذلك في خلافة عمر ! فعلى أحكام هؤلاء السفهاء المدعين للانخراط في سلك العلماء، فليضحك الضاحكون، وفي وقاحتهم وقلة حيائهم فليتحير المتحيرون، أخزاهم الله ماذا يصنعون بعهد الله، وكيف يلعبون بدين الله، وهل يذعن عاقل بأنه يكفى لرئاسة الدين والدنيا والتصرف في نفوس جميع الامة وأموالهم وأعراضهم بيعة واحد أو اثنين من آحاد الامة، ممن لا يجرى حكمه على نفسه، ولم يثبت عصمته، ولا تقبل شهادته في درهم ولا في نصف درهم. فان قيل: إن لم يتحقق الاجماع على خلافة أبي بكر في يوم السقيفة، لكنه بعد ذلك إلى ستة أشهر قد تحقق اتفاق الكل على خلافته، ورضوا بامامته، فتم ________________________________________ = من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ والمذكور على ألسنة الثقات يدل بظاهرة على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق وبلغ حد الظلم والفسق وكان الباعث عليه الحقد والعناد، والحسد واللداد، وطلب الملك والرياسات، والميل إلى اللذات والشهوات، إذ ليس كل صحابي معصوما ولا كل من لقى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالخير موسوما، الا أن العلماء لحسن ظنهم بأصحاب رسول الله ذكروا لها محامل وتأويلات بها يليق، وذهبوا إلى أنهم محفوظون عما يوجب التضليل والتفسيق صونا لعقائد المسلمين من الزيغ والضلالة، في حق كبار الصحابة، سيما المهاجرين منهم والانصار، المبشرين بالثواب في دار القرار. وأما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فمن الظهور بحيث لا مجال للاخفاء ومن الشناعة بحيث لا اشتباه على الاراء، ويكاد يشهد به الجماد العجماء، و يبكى له من في الارض والسماء وتنهد منه الجبال، وتنشق منه الصخور، ويبقى سوء عمله على كر الشهور والدهور، فلعنة الله على من باشر أو رضى أو سعى، ولعذاب الاخرة أشد وأبقى انتهى. ________________________________________