[349] داره وبيته إلى بيوتكم ودوركم، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس، وحقه، فو الله يا معشر المهاجرين، لنحن أهل البيت أحق بهذا الامر منكم، أما كان منا القاري لكتاب الله، الفقيه في دين الله، العالم بالسنة، المضطلع بأمر الرعية ؟ والله إنه لفينا، فلا تتبعوا الهوى، فتزدادوا من الحق بعدا. فقال بشير بن سعد: لو كان هذا الكلام سمعته منك الانصار يا علي قبل بيعتهم لابي بكر، ما اختلف عليك اثنان، ولكنهم قد بايعوا وانصرف على (عليه السلام) إلى منزله ولم يبايع، ولزم بيته حتى ماتت فاطمة (عليها السلام) فبايع (1). ثم قال ابن أبي الحديد (2): هذا الحديث يدل على أن الخبر المروي في أبي بكر ________________________________________ (1) شرح النهج 2 / 3 - 5. (2) قال: هذا الحديث يدل على بطلان ما يدعى من النص على أمير المؤمنين وغيره لانه لو كان هناك نص صريح لاحتج به ولم يجر للنص ذكر، وانما كان الاحتجاج منه ومن أبى بكر ومن الانصار بالسوابق والفضائل والقرب، فلو كان هناك نص على أمير - المؤمنين أو على أبى بكر لا حتج به أبو بكر أيضا على الانصار، ولا حتج به أمير المؤمنين على أبى بكر، فان هذا الخبر وغيره من الاخبار المستفيضة يدل على أنه قد كان كاشفهم وهتك القناع بينه وبينهم، ألا تراه كيف نسبهم إلى التعدي عليه وظلمة وتمنع من طاعتهم و أسمعهم من الكلام أشده وأغلظه، فلو كان هناك نص لذكره أو ذكره بعض من كان من شيعته وحزبه، لانه لا عطر بعد عروس، وهذا أيضا يدل... إلى آخر ما نقله المؤلف العلامة في المتن. أقول: انما لم يحتج - روحي له الفداء - بنص الغدير وساير النصوص الواردة في امامته وولايته، لانه (صلى الله عليه وآله) لم يحضر السقيفة من أول الامر، ولا حين احتجت الانصار على المهاجرين والمهاجرون على الانصار، وانما كلمهم واحتج عليهم حينما قادوه كالجمل المخشوش إلى البيعة التى تمت صفقتها بالاحتجاج بالقرابة فأنكر عليهم لزوم البيعة عليه، لانه أقرب الاقربين إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). فكان انكاره واحتجاجه من باب الالزام (ألزموهم بما الزموا به أنفسهم) اتماما = ________________________________________