[348] هذا كله (1) يوجب تفضيل آدم على الملائكة وهو نبي لهم لقول الله عزوجل له: " أنبئهم بأسمآئهم " ومما يثبت تفضيل آدم على الملائكة أمر الله عزوجل لهم بالسجود لآدم، وقوله عزو جل: " فسجد الملائكة كلهم أجمعون " ولم يأمرهم الله عزوجل بالسجود إلا لمن هو أفضل، وكان سجودهم لله عزوجل طاعة لآدم وإكراما لما أودع صلبه من أرواح النبي والائمة (2) صلوات الله عليهم. وقال النبي (صلى الله عليه وآله) أنا أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ومن جميع الملائكة المقربين وأنا خير البرية وسيد ولد آدم ". وأما قول الله عزوجل: " لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون (3) " فليس ذلك يوجب تفضيلهم على عيسى، وإنما قال الله عزوجل ذلك لان الناس منهم من كان يعتقد أن الربوبية لعيسى (عليه السلام)، ويتعبد له صنف من النصارى، ومنهم من عبد الملائكة وهم الصائبون وغيرهم. فقال الله عزوجل: لن يستنكف المعبودون دوني أن يكونوا عبيدا لي ولا الملائكة الروحانيون وهم معصومون لا يعصون ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون لا يأكلون ولا يشربون ولا يألمون ولا يسقمون ولا يشيبون ولا يهرمون، طعامهم وشرابهم التقديس والتسبيح، وعيشهم من نسيم العرش وتلذذهم بأنواع العلوم (4)، خلقهم الله بقدرته أنوارا وأرواحا حاكما شآء وأراد، وكل صنف منهم يحفظ نوعا مما خلق الله وقلنا بتفضيل من فضلناه عليهم لان العاقبة التي يصيرون إليها أعظم وأفضل من حال الملائكة (5). ________________________________________ (1) في المصدر: فهذا كله. (2) في المصدر: الا لمن هو أفضل منهم، وكان سجودهم لله عزوجل عبودية طاعة ولادم اكراما لما أودع الله في صلبه من النبي والائمة. (3) النساء: 170. (4) في المصدر: وتلذذهم من انواع العلوم. (5) اعتقادات الصدوق: 104 - 106 فيه: لان الحالة التى يصيرون إليها من أنواع ما خلق الله أعظم وأفضل من حال الملائكة. ________________________________________