5844 - أنبأ أحمد بن سليمان قال ثنا عبيد الله بن موسى قال أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال حدثني أبي بن كعب أنه سمع رسول الله A يقول Y رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل واستحيا وأخذته ذمامة من صاحبه فقال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني لرأي من صاحبه عجبا [ ص 428 ] قال وكان النبي A إذا ذكر نبيا من الأنبياء بدأ بنفسه فقال رحمة الله علينا وعلى أخي صالح رحمة الله علينا وعلى أخي عاد ثم قال إن موسى A بينما هو يخطب قومه ذات يوم إذ قال لهم ما في الأرض أعلم مني فأوحى الله إليه أن في الأرض من هو أعلم منك وآية ذلك أن تزود حوتا مالحا فإذا فقدته فهو حيث فقدته فانطلق هو وفتاه حتى بلغ المكان الذي أمروا به فلما انتهوا إلى الصخرة انطلق موسى A يطلب ووضع فتاه الحوت على الصخرة فاضطرب فاتخذ سبيله في البحر سربا فقال فتاه إذا جاء نبي الله A حدثته فأنساه الشيطان فانطلقا فأصابهما ما يصيب المسافر من النصب والكلال ولم يكن يصيبه ما يصيب المسافر من النصب والكلال حتى جاز ما أمر به قال موسى لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا فقال له فتاه يا نبي الله أرأيت إذا أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت أن أحدثك وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا قال ذلك ما كنا نبغي فرجعا على آثارهما قصصا يقصان الأثر حتى انتهيا إلى الصخرة فأطاف بها موسى فإذا هو متسج ثوبا فسلم فرفع رأسه فقال من أنت فقال موسى قال من موسى قال موسى بني إسرائيل قال فما لك قال أخبرت أن عندك علما فأردت أن أصحبك قال إنك لن تستطيع معي صبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا قال كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال قد أمرت أن أفعله ستجدني إن شاء الله صابرا قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك [ ص 429 ] منه ذكرا فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة فخرج من كان فيها وتخلف ليخرقها فقال له موسى أتخرقها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا أمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا فانطلقا حتى إذا أتوا على غلمان يلعبون على ساحل البحر فيهم غلام ليس في الغلمان أحسن منه ولا أنظف منه فقتله فنفر موسى A عند ذلك وقال قتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبرا قال فأخذته ذمامة من صاحبه واستحيا وقال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية لئام وقد أصاب موسى جهد فلم يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه فقال له موسى مما نزل به من الجهد لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك فأخذ موسى بطرف ثوبه فقال حدثني فقال أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا فإذا مر عليها فرآها منخرقة تركها ورقعها أهلها بقطعة خشبة فانتفعوا بها وأما الغلام فإنه كان طبع يوم طبع كافرا وكان قد ألقى عليه محبة من أبويه ولو عصياه شيئا لأرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما فوقع أبوه على أمه فولدت خيرا منه زكاة وأقرب رحما وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا