11232 - أنا يوسف بن سعيد حدثنا حجاج بن محمد نا ليث بن سعد [ ص 360 ] حدثني عقيل عن بن شهاب قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله A في غزوة تبوك قال Y فبينما أنا جالس على الحال التي ذكر الله منا قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صارخا أوفى على جبل بأعلى صوت يا كعب بن مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعرفت أن قد جاء فرج وآذن رسول الله A بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فدهم الناس يبشرونا وذهب قبل صاحبي مبشرون وركض رجل إلي فرسا وسعى ساع من أسلم فأوفى على جبل فكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته بشرني نزعت ثوبي فكسوته إياهما بشارة والله ما أملك غيرهما واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت إلى رسول الله A فتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئوني بالتوبة يقولون لتهنئك توبة الله عليك قال كعب حتى دخلت المسجد فإذا برسول الله A جالسا حوله الناس فقام إلي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني ووالله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره ولا أنساها لطلحة قال كعب فلما سلمت على رسول الله A قال وهو يبرق وجهه من السرور أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك فقلت من عندك يا رسول الله أو من عند الله قال لا بل من عند الله وكان رسول الله A إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه فلما جلست بين يديه قلت يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله تبارك وتعالى وإلى رسول الله A قال رسول الله A أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك قلت فإني أمسك سهمي الذي بخيبر قلت يا رسول الله إن الله تعالى إنما أنجاني بالصدق وإن من توبتي ألا أحدث إلا صدقا ما بقيت فوالله ما أحد من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله A أحسن مما أبلاني وما تعلمون منذ ذكرت ذلك لرسول الله A كذبا وإني لأرجوا أن يحفظني الله فيما بقي فأنزل الله D { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة } تلا إلى { الصادقين } فوالله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد أن هداني للإسلام بأعظم في نفسي من صدق رسول الله A يومئذ الا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوه حتى أنزل الوحي بشر ما قال لأحد سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم إلى الفاسقين قال كعب وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله A حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله A أمرنا حتى قضى الله فيه فلذلك قال الله D وعلى الثلاثة الذين خلفوا وليس الذي ذكر الله تخلفا عن الغزو وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه