8931 - أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف الحراني قال نا يعقوب قال نا أبي عن صالح عن بن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله عن عائشة زوج النبي A حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله قال وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأثبت له اقتصاصا قد وعيت عن كل رجل منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة وبعض حديثهم يصدق بعضا وإن كان بعضهم أوعى له من بعض قالوا قالت عائشة Y كان النبي A إذا أراد سفرا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله A معه فقالت عائشة فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله A بعدما نزل الحجاب فكنت أحمل في هودج وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله A من غزوته تلك وقفل دنونا من المدينة قافلين آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما [ ص 296 ] قضيت شأني أقبلت إلى رحلي فالتمست صدري فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلوني فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشاهن اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا ووجدت عقدي بعدما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها منهم داع ولا مجيب فتيممت منزلي الذي كنت به وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان فعرفني حين رآني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي والله ما تكلمنا كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه وهوى حتى أناخ راحلته فوطئ على يدها فقمت إليها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش مؤتمرين في نحر الظهيرة وهم نزول فهلك من هلك وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي بن سلول قال عروة كانت عائشة تكره أن يسب عندها حسان وتقول إنه قد قال ... فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرضي محمد منكم وقاء قالت عائشة فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمنا شهرا والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك لا أشعر بشيء من ذلك وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله A اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي إنما يدخل علي رسول الله A ثم يقول كيف تيكم ثم ينصرف فذلك يريبني ولا أشعر بالشر حتى خرجت حين نقهت فخرجت معي أم مسطح على المناصع وكانت متبرزنا وكنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل [ ص 297 ] وذلك قبل أن تتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأولى وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فانطلقت أنا وأم مسطح قبل بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا قالت أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال قلت وما قال فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا على مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله A ثم قال كيف تيكم فقلت له ائذن لي آتي أبوي وأنا أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله A فجئت أبوي فقلت لأمي أي أمتاه ماذا يتحدث الناس قالت يا بنية هوني عليك فوالله لقل ما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن عليها فقلت سبحان الله أو لقد تحدث الناس بهذا فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي فدعا رسول الله A علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله فأما أسامة فأشار على رسول الله A بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم لهم في نفسه فقال أسامة أهلك ولا نعلم إلا خيرا وأما علي فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك فدعا رسول الله A بريرة فقال أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك قالت والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها قط أمرا أغمصه أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فيأتي الداجن فيأكله فقام [ ص 298 ] رسول الله A من نومه فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول وهو على المبر فقال يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي والله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ أخو بني عبد الأشهل فقال يا رسول الله أنا أعذر منه فإن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك قالت وقام رجل من الخزرج وكانت أم حسان ابنة عمه من فخذه وهو سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج قالت وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال لسعد بن معاذ كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله فقام أسيد بن حضير وهو بن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة كذبت لعمر الله ليقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فثار حيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله A قائم على المنبر فلم يزل يخفضهم حتى سكتوا وسكت قالت وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولم أكتحل بنوم وأصبح أبواي عندي وقد بقيت ليلتين ويوما لا أكتحل بنوم حتى أني لأظن أن البكاء فالق كبدي فبينا أبواي جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها فجعلت تبكي معي فبينما نحن على ذلك دخل رسول الله A فسلم ثم جلس ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها ولقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء فتشهد رسول الله A حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه [ ص 299 ] فلما قضى رسول الله A مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة وقلت لأبي أجب رسول الله A فيما قال فقال والله ما أدري ما أقول لرسول الله A فقلت لأمي أجيبي رسول الله A فيما قال قالت والله ما أدري ما أقول لرسول الله A فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ من القرآن كثيرا إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أنني منه بريئة لتصدقني فوالله لا أجد لي مثلا ولا لكم إلا أبا يوسف حين قال فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ثم تحولت فاضطجعت على فراشي والله يعلم حينئذ أني بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى ولشأني في نفسي أحقر من أن يتكلم الله في بأمر ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله A في النوم رؤيا يبرئني الله بها قالت فوالله ما رام رسول الله A ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى أنه ليتحدر منه العرق مثل الجمان وهو في يوم شات من ثقل القرآن الذي أنزل عليه قال فسري عن رسول الله A وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال يا عائشة أما الله فقد برأك فقالت لي أمي قومي إليه فقلت والله لا أقوم إليه وإني لا أحمد إلا الله قالت وأنزل الله إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم العشر الآيات كلها فلما أنزل الله هذا في برائتي قال أبو بكر الصديق وكان ينفق على مسطح لقرابته وفقره والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة فأنزل الله تعالى ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم فقال أبو بكر بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح الذي كان ينفق عليه وقال والله لا أنزعها منه أبدا قالت عائشة وكان رسول الله A سأل زينب بنت جحش عن أمري فقال لزينب ماذا علمت أو رأيت قالت عائشة وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي A فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة تحارب لها فهلكت فيمن هلك قال بن شهاب فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرهط