[ 333 ] وأما ثانيا فلان بعد هجرة النبي صلعم الى المدينة وقبل فتح مكة قد فتح الله تعالى عليه وعلى اصحابه من غنائم الكفار وبلدانهم ما ازال فقرهم فكان لبس ابى بكر للعباء المبتذل المذكور للزرق والتلبيس لا للفقر فلا وجه لسؤال الحكيم الخبير وجه فقره الى لبس تلك العباءة عنه. وأما ثالثا فلان ما نسبه الى النبي صلعم من قوله " انفق ماله على قبل الفتح " مردود بما ذكرنا سابقا من اتفاق أهل الاثر على ان أبا بكر ورد المدينة وهو محتاج الى مواساة الانصار، في المال والدار، فمن اين حصل له المال الذى انفقه على سيد الابرار ؟ ومما نقلناه عن البكحرى المصرى من ان أبا بكر لم يكن في زمان سافر النبي صلعم مع أبي طالب رضى الله عنه الى الشام بحال من يملك، ولا ملك بلالا إلا بعد ثلاثين سنة فافهم. وأما رابعا فلانه لا يعقل ما تضمنه الحديث من سؤال الله تعالى عن رضى عبده عنه ولو فرضنا ان العبد قال لربه: انى لست براض عنك هل كان جوابه غير ان يقول له: فاخرج عن ارضى وسمائي بالسرعة والبدار ؟ وهل كان علاجه غير ان يدق راسه على الجدار ؟ أو يعض كابن حجر بالاحجار. 119 - قال: واخرج ابن عساكر انه قيل لابي بكر في مجمع من الصحابة: هل شربت الخمر في الجاهلية ؟ - فقال اعوذ بالله فقيل له لم ؟ - قال وكنت اصون عرضى، واحفظ مروءتي فبلغ ذلك رسول الله صلعم فقال صدق أبو بكر، صدق أبو بكر، وهو مرسل غريب سندا ومتنا انتهى. اقول: ومع قطع النظر عن الغرابة والارسال يكذبه ما رواه هذا الشيخ الكذوب الذي لا حافظة له عن ابن عساكر ايضا متصلا في الذكر لهذه الرواية من قول عائشة ولقد ترك أبو بكر وعثمان شرب الخمر في الجاهلية فظهر ان الحديث موضوع للعصبية الجاهلية ________________________________________