[ 11 ] اشتهر بطول الصحبة على طريق التتبع والاخذ عن النبي صلى الله عليه وآله والباقون كسائر الناس فيهم عدول وغير عدول " وقال الفقيه الاسنوى الشافعي " ان المراد من قول العلماء " الصحابة باسرهم عدول مطلقا " ان مجرد الصحبة شاهد التعديل مغن عن البحث عنهم فإن ظهر عن أحد منهم ما يفضى الى التفسيق فليس بعدل كسارق رداء صفوان ومن ثبت زناؤه ولذا غير بعضهم عبارتهم بان قال: انهم عدول إلا من تحققنا قيام المانع فيه وليس المراد من كونهم عدولا انه يلزم اتصافهم بذلك ويستحيل خلافه فإن هذا معنى العصمة المختصة بالانبياء عليهم السلام انتهى كلامه (1). ومن العجب انه زاد بعضهم في المجازقة والمخارفة فحكم بانهم كلهم كانوا مجتهدين وهذا مما يقطع من له ادنى عقل بفساده لانه كان فيهم الاعراب ومن اسلم قبل موت النبي صلى الله عليه وآله بيسير والاميون الذين يجهلون اكثر قواعد الاحكام وشرائع الدين فضلا عن الخوض فيه بالاستدلال كيف والاجتهاد ملكة لا تحصل إلا بعد فحص كثير وممارسة تامة بغير خلاف، وامكان حصول التفقه والاجتهاد لهم لا يمنعه إلا انه لا يقتضى الحكم بذلك لانه خلاف العلم العادى والذي الجأهم الى هذا القول البارد السمج الناشئ عن العصبية ما قد تحققوه من وقوع الاختلاف والفتن بينهم وانه كان يفسق ويكفر بعضهم بعضا ويضرب بعضهم رقاب بعض، فحاولوا ان يجعلوا لهم طريقا الى التخلص كما جوزوا الايتمام بكل بر وفاجر ليروجوا أمر الفساق الجهال من خلفائهم وائمتهم. وأما ثالثا فلما ذكر شارح الشفاء ايضا من ان للقائل بالمذهب المختار من ان ________________________________________ اعلم أن للقاضي (ره) كلاما نفيسا وتحقيقا شافيا يشتمل على تعريف الصحابي وعلى كيفية الحكم بايمانه وعدالته وعدمهما وعلى تقسيمه بحسب الرد والقبول ذكره في المجلس الثالث من كتابه المجالس فإن أردته فارجع إليه. ________________________________________