[ 15 ] الخامس دلت هذه الاية على انه تعالى لامكان له إذ لو كان له مكان لم يكن قريبا من كل من يناجيه. السادس امره تعالى لهم بالدعا في قوله: (فليستجيبوا لى) أي فليدعوني. السابع قوله تعالى (وليؤمنوا بي) وقال الصادق (ع) أي وليتحققوا انى قادر على اعطائهم ما سئلوه فامرهم باعتقادهم قدرته على اجابتهم. وفيه فايدتان: اعلامهم باثبات صفة القدرة له. وبسط رجائهم في وصولهم الى مقترحاتهم (1) وبلوغ مراداتهم ونيل سؤالاتهم فان الانسان إذا علم قدرة معامله ومعاوضه على دفع عوضه كان ذلك داعياله الى معاملته ومرغباله في معاوضته كما ان علمه بعجز ه عنه على الضدمن ذلك، ولهذا تريهم يجتنبون معاملة المفلس. الثامن تبشيره تعالى لهم بالرشاد (2) الذى هو طريق الهداية المؤدى الى المطلوب فكأنه بشرهم باجابة الدعا. ومثله قول الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: من تمنى شيئا وهو لله رضا لم يخرج من الدنيا حتى يعطاه. ويروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وقال (ع): إذا دعوت (3) فظن حاجتك بالباب. فان قلت: نرى كثيرا من الناس يدعون الله فلا يجيبهم فما معنى قوله تعالى: (اجيب دعوة الداع) ؟ (4) فالجواب: سبب منع الاجابة الاخلال بشرطها (بشروطها) من طرف السائل اما ________________________________________ (1) اقترحت عليه شيئا: سئلته اياه من غير روية. (2) الرشد هو خلاف المعي والضلال (المجمع) (3) قوله: فظن فعل من ظن يظن. (4) ولقد اجاب في (المرات) عن هذه الشبهة بوجوه عديدة ومن اراد يرجع بالدعا شفاء كل داء منه البقرة: 182 ________________________________________