[ 12 ] وقد نبه امير المؤمنين وسيد الوصيين صلوات الله عليه واله على هذا المعنى حيث قال: ما من احد ابتلى وان عظمت بلواه باحق بالدعا من المعافى الذى لا يأمن من البلاء (1) فقد ظهر من هذا الحديث احتياج كل احد الى الدعا معافا ومبتلى، وفايدته رفع البلاء الحاصل ودفع السوء النازل (2) أو جلب نفع مقصود أو تقرير خير موجود ودوامه ومنعه من الزوال لانهم عليهم السلام وصفوه بكونه سلاحا، والسلاح مما يستجلب (يجلب) به النفع ويستدفع به الضرر وسموه ايضا ترسا (3) والترس: جنة يتوقى بها من المكاره (4). قال رسول الله صلى الله عليه واله: الا ادلكم على سلاح (5) ينجيكم من اعدائكم ويدر ارزاقكم ؟ (6) قالوا: بلى يا رسول الله قال: تدعون ربكم بالليل والنهار فان سلاح المؤمن الدعا. وقال امير المؤمنين عليه السلام: الدعا ترس المؤمن ومتى تكثر قرع الباب يفتح لك. وقال الصادق (ع): الدعا انفذ من السنان الحديد. (7) وقال الكاظم (ع): ان الدعا يرد ما قدر وما لم يقدر قال: قلت: وما قد قدر فقد عرفته فما لم يقدر ؟ حتى لا يكون. (8) ________________________________________ (1) ما المبتلى الذى اشتد به البلاء باحوج الى الدعا من المعافى ا لذى لا يأمن البلاء (النهج) خطبة: 294 (2) رفع البلاء ازالته بعد حصوله ودفع السوء منعها من النز ول وبهذا تبين الفرق بينهما. (3) الترس بالضم وفى الحديث التقية ترس الله بين خلقه وتترس بالشئ: تستر به. (4) الجنة بالضم: ما تسترت به من سلاحونحوه وسمى بالفارسية (سپر) وفى الحديث الامام جنة أي يتى به ويستدفع به الشر (المجمع). (5) قوله: سلاح المؤمن أي حربته لدفع الاعادي الظاهرة ولباطنة. (6) الادرار: الاكثار. (7) السنان: الحاد النافذ (المجمع) (8) قوله: ما قدر أي كتب في لوح المحو والاثبات أو في ليلة القدر أو تسببت اسبابه القريبة. قوله: عرفته أي فايدة الدعا وتأثيره قوله فما لم يقدر ؟ أي لم اعرف فايدة الدعا فيه. قوله: حتى لا يكون الضمير راجع الى التقدير أي لا يحصل التقدير. قيل: ايجاده تعالى للشئ يتوقف على علمه بذلك الشئ ومشيته وارادته وتقديرة وقضائه وامضائه وفى مرتبة المشية الى الامضاء تجرى البداء فيمكن الدفع بالدعا، وا لامضاء مقارن للحصول فلا يمكن دفعه. انتهى موضع الحاجة ملحضا (مرآت) ________________________________________