[ 357 ] وقد روى أن امير المؤمنين عليا " ع " قال لاخيه عقيل - وكان نسابة عالما بأنساب العرب وأخبارهم -: أنظر إلى امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لاتزوجها فتلد لي غلاما فارسا. فقال له: تزوج أم البنين الكلابية فانه ليس في العرب أشجع من آبائها. فتزوجها، ولما كان يوم الطف قال شمر بن ذى الجوشن الكلابي للعباس واخوته: أين بنو اختى ؟ فلم يجيبوه. فقال الحسين لاخوته، أجيبوه وإن كان فاسقا فإنه بعض أخوالكم. فقالوا له: ما تريد ؟ قال: اخرجوا إلى فانكم آمنون ولا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم. فسبوه وقالوا له: قبحت وقبح ما جثت به أنترك سيدنا وأخانا ونخرج إلى أمانك ؟. وقتل هو وإخوته الثلاثة في ذلك اليوم، وما أحقهم بقول القائل: قوم إذا نودوا لدفع ملمة والخيل بين مدعس ومكردس لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا يتهافتون على ذهاب الانفس واختلف في العباس وأخيه عمر أيهما أكبر، وكان ابن شهاب العكبرى وأبو الحسن الاشنانى وابن خداع يروون أن عمر أكبر، وشيخ الشرف العبيدلى والبغداديون وأبو الغنائم العمرى يروون أن عمر أصغر من العباس ويقدمون ولد العباس على ولده، وعقب العباس قليل أعقب من ابنه عبيدالله، وعقبه ينتهى إلى ابنه الحسن، فأعقب الحسن بن عبيدالله من خمسة رجال، وهم عبيدالله قاضى الحرمين كان أميرا بمكة والمدينة قاضيا عليهما، والعباس الخطيب الفصيح وحمزة الاكبر، وابراهيم جردقة، والفضل. أما الفضل بن الحسن بن عبيدالله، وكان لسنا فصيحا شديد الدين عظيم الشجاعة فأعقب من ثلاثة، جعفر، والعباس الاكبر، ومحمد، فمن ولد محمد بن الفضل بن الحسن، أبو العباس الفضل بن محمد الخطيب الشاعر. له ولد، ومنهم يحيى بن عبد الله بن الفضل المذكور. وولد العباس بن الفضل بن الحسن عبد الله، وعبيدالله، ومحمدا، وفضلا، لكل واحد منهم ولد، وولد جعفر بن الفضل ________________________________________